للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المخضرمين. وذكره ابن حبان في الثقات، والمشاهير. روى له الجماعة. وحاصله أنه "ثقة ثبت". (١)

٨) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: "صحابي" سبقت ترجمته في حديث رقم (٣٣).

ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:

الحديث بإسناد الطبراني "إسناده موضوع" فيه: مُحَمَّد بْن مِحْصَن الْعُكَّاشِي: "كذاب".

قلت: لكن صح بعض ألفاظ الحديث من طرق أخري: ففي صحيح مسلم من حديث سَمُرَة بْن جُنْدَب -رضي الله عنه- قَالَ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ نُسَمِّيَ رَقِيقَنَا بِأَرْبَعَةِ أَسْمَاءٍ: أَفْلَحَ، وَرَبَاحٍ، وَيَسَارٍ، وَنَافِعٍ. (٢) وعند مسلم أيضاً من حديث ابْن عُمَر -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللهِ عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ. (٣)

وعند البخاري من حديث جَابِر -رضي الله عنه- قَالَ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلَامٌ فَسَمَّاهُ القَاسِمَ، فَقُلْنَا: لَا نَكْنِيكَ أَبَا القَاسِمِ وَلَا كَرَامَةَ، فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: سَمِّ ابْنَكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ. (٤)

رابعاً: النظر في كلام المُصَنِفْ:

قال الطبراني رحمه الله: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُفْيَانَ إِلَّا مُحَمَّدٌ.

قلت: والأمر كما قال عليه من الله الرحمة والرضوان.

خامساً: التعليق علي الحديث:

قد بينا قبل ذلك أنَّ حديث الباب موضوع، وأنَّ الحديث صح بعض ألفاظه من طرق أخري: ففي صحيح مسلم من حديث سَمُرَة بْن جُنْدَب -رضي الله عنه- قَالَ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ نُسَمِّيَ رَقِيقَنَا بِأَرْبَعَةِ أَسْمَاءٍ: أَفْلَحَ، وَرَبَاحٍ، وَيَسَارٍ، وَنَافِعٍ. وذهب بعض العلماء إلي أنًّ سبب نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن التسمية بهذه الأسماء أنهم كانوا قريبي عهد بالشرك وكانوا يُسَمون هذه الأسماء ويرون الربح من رباح، والنُجْح من نجاح، واليُسر من يسار لا من الله تعالي فمن أجل هذا نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن التسمية بهذا الأسماء. وقال النووي رحمه الله: قَالَ أَصْحَابُنَا يُكْرَهُ التَّسْمِيَةُ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ الْمَذْكُورَةِ فِي الْحَدِيثِ وَمَا فِي مَعْنَاهَا وَلَا تَخْتَصُّ الْكَرَاهَةُ بِهَا وَحْدَهَا وَهِيَ كَرَاهَةُ تَنْزِيهٍ لا تحريم وَالْعِلَّةُ فِي الْكَرَاهَةِ مَا بَيَّنَهُ -صلى الله عليه وسلم- فِي قَوْلِهِ فَإِنَّكَ تَقُولُ أَثِمَ هو فيقول لا فكره لبشاعة الجواب، وربما أوقع بَعْضَ النَّاسِ فِي شَيْءٍ مِنَ الطِّيَرَةِ. (٥)


(١) يُنظر "الثقات" للعجلي ٢/ ١٤٥، "الثقات" لابن حبان ٥/ ٢٠٧، "المشاهير" ١/ ١٢٥، "سؤالات السلمي للدارقطني" ١/ ٢١٣، "تهذيب الكمال" ٢٠/ ٣٠٠، "تاريخ الإسلام" ٢/ ٦٨٣، "الإكمال" ٩/ ٢٧١، "التقريب" صـ ٣٣٧.
(٢) أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الآداب ب/ كَرَاهَةِ التَّسْمِيَةِ بِالْأَسْمَاءِ الْقَبِيحَةِ وَبِنَافِعٍ وَنَحْوِهِ (٢١٣٨، ٢١٣٧، ٢١٣٦).
(٣) أخرجه مسلم في "صحيحه" ك/ الآداب ب/ النَّهْيِ عَنِ التَّكَنِّي بِأَبِي الْقَاسِمِ وَبَيَانِ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الْأَسْمَاءِ (٢١٣٢).
(٤) أخرجه البخاري في "صحيحه" ك/ الأدب ب/ أَحَبِّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (٦١٨٦)، و في ك/ الأدب ب/ قَوْلِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي (٦١٨٩).
(٥) يُنظر "شرح النوي علي مسلم" ١٤/ ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>