للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦) عَرْفَجَة بْن شُرَيْح، ويُقال: ابْن ضريح، ويُقال: ابْن شَرِيك، ويُقال: ابْن شراحيل، الأشجعي الكندي. (١)

روي عَنْ: النبي -صلى الله عليه وسلم-. روي عَنْه: قُطْبَة بْن مَالِك، وَزِيَاد بْن عِلَاقَة، وَالشَّعْبِي، وآخرون.

قال البخاري، وابن أبي حاتم: سَمِعَ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم-. وقال ابن حبان، وابن ماكولا، والمزي: له صحبة، وزاد ابن ماكولا: وله رواية. وقال الذهبي، وابن حجر: صحابي. وذكره ابن قانع، وأبو نعيم، وابن عبد البر، وابن الأثير في الصحابة. وحاصله أنه "صحابي". (٢)

ثالثاً: الحكم علي إسناد الحديث:

الحديث بإسناد الطبراني "إسناده ضعيف جداً" فيه: عَبْد الأَعْلَى بْن أَبِي الْمُسَاوِرِ الْجَرَّارُ: متروك الحديث.

قلت: وقد صح الحديث من طُرقٍ أخري: فعَن أَشْعَث بن أبي الشعثاء، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ قَوْمِهِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: لَا يَمُوتُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ حَتَّى يُسْتَخْلَفَ، قُلْنَا: مِنْ أَيْنَ تَعْلَمُ ذَلِكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ ثَلَاثَةً مِنْ أَصْحَابِي وُزِنُوا، فَوُزِنَ أَبُو بَكْرٍ فَوَزَنَ، ثُمَّ وُزِنَ عُمَرُ فَوَزَنَ، ثُمَّ وُزِنَ عُثْمَانُ فَنَقَصَ صَاحِبُنَا، وَهُوَ صَالِحٌ. (٣)

قلت: إسناده صحيح، وليس فيه إلا إبهام الصحابي وجهالته، وجهالة الصحابي لا تضر، والله أعلم.

وأخرج الحاكم بسنده عن أبي حاتم الرازي، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أشعث بن عبد الملك الحمراني، عن الحسن، عن أبي بكرة -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من رأى منكم رؤيا؟» فقال رجل: أنا رأيت كأن ميزانا نزل من السماء، فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت أنت بأبي بكر، ووزن عمر وأبو بكر فرجح أبو بكر، ووزن عمر وعثمان فرجح عمر، ثم رفع الميزان، فرأينا الكراهية في وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.


(١) اختلف في اسم أبي عرفجة هذا اختلافاً كثيراً. فقيل: شريح، وقيل: صريح، وقيل: بالضاد، وقيل: ذريح، وقيل ابن شراحيل. فقال العسكري: عرفجة بن شريح، وقال ابن حبان: عرْفجَة بْن شُرَيْح الْأَشْجَعِيّ، وَقيل ابْن ضريح، وَيُقَال ابْن شرَاحِيل وَالْأول أصح، وكذا نسبه الدارقطني، والأمير. وقال ابن حجر: عرفجة بن شريح، وقيل: ابن صريح، بالصاد المهملة أو المعجمة، وقيل: ابن شريك، وقيل ابن شراحيل، وقيل: ابن ذريح، وحديثه عند مسلم، وأبي داود، والنسائي: سمعت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: من خرج من أمّتي وهم جميع على رجل يريد أن يشقّ عصاكم ويفرّق جماعتكم، قال ابن حجر: صحح ابن حبان أنه ابن شريح وفرق ابن أبي خيثمة بين عرفجة الأشجعي راوي الحديث المذكور وبين عرفجة الكندي وأما البخاري فجعلهما واحداً وهو الصواب. قلت: ولعل الراجح بعد هذا كله أن اسمه عرفجة بن شُرَيْح، كما ذهب إلي ذلك الدارقطني، وابن حبان، وابن حجر، وقال ابن منده أيضاً: عرفجة بن شريح، وهو الصواب، وقال ابن الأثير: وهو الأشهر. والله أعلم بالصواب.
(٢) "الجرح والتعديل" ٧/ ١٧، "معجم الصحابة" لابن قانع ٢/ ٢٨١، "الثقات" ٣/ ٣٢٠، "معرفة الصحابة" لابن منده ١/ ٣١١، "معرفة الصحابة" لأبو نعيم ٤/ ٢٢٢٨، "الاستيعاب" ٣/ ١٠٦٣، "الإكمال" لابن ماكولا ٥/ ٢٢٢، "أسد الغابة" ٣/ ٥٥، ٤/ ٢٢، "تهذيب الكمال" ١٩/ ٥٥٥، "الكاشف" ٢/ ١٧، "الإكمال" ٩/ ٢١٨، "الإصابة" ٧/ ١٤٦، "التهذيب" ٧/ ١٧٦، "التقريب" صـ ٣٢٩.
(٣) أخرجه أحمد في "مسنده" (٢٧/ ١٤٩ رقم ١٦٦٠٤)، (٣٨/ ٢٤٧ رقم ٢٣١٩٣)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٩/ ١١٥)، عَن شَيْبَان بن عبد الرحمن التميمي. وابن أبي شيبة في "مُصنفه" ك/ الفضائل ب/ مَا ذُكِرَ فِي أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ -رضي الله عنه- (١١/ ١٠٠ رقم ٣٢٤٦٤)، وفي ب/ مَا ذُكِرَ فِي فَضْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه- (١١/ ١١٢ رقم ٣٢٥٠٧) عَن شَرِيك بن عبد الله النخعي. كلاهما: شيبان، وشريك، عَن أشْعَث بن أبي الشعثاء، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>