للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحديث، ورواه عنه بالأوجه الثلاثة: الْهَيْثَم بْن خَارِجَة. والهيثم ثقة. ولعل الخطأ والاضطراب في هذا الحديث من رِشْدِين بْن سَعْد أو من فوقه، والله أعلم.

رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث:

الحديث بإسناد الطبراني ــــ الوجه الأول ــــ "إسناده ضعيف" فيه:

١) رِشْدِين بْن سَعْد، وعَبْد اللَّه بْن الْوَلِيد التُّجِيبِي: ضعيفان.

٢) أَبو مَنْصُورٍ مَوْلَى الْأَنْصَارِ: مجهول.

وكذلك الحديث بالوجه الثالث فضعيف أيضاً لأجل ما سبق.

وأما الحديث بالوجه الثاني: "فإسناده ضعيف أيضاً" ويضاف إلي ما سبق علة الانقطاع: فأَبو مَنْصُور لم يسمع من عَمْرَو بنَ الجَمُوْحِ. قال ابن حجر: قال البخاري: أَبو مَنْصُور حَدِيثه مُرْسل يعْنى أَنه لم يلق عَمْرَو بنَ الجَمُوْح. وقال الذهبي في ترجمة مُعَاذ بْن عَمْرَو بنَ الجَمُوْحِ: ليْسَ هَذَا الحَدِيْثُ لِصَاحِبِ التَّرْجَمَة ـــــــ يعني مُعَاذ ــــــ بَلْ لأَبِيْهِ ـــــــ يعني عَمْرَاً ـــــــ وَقَدْ قَالُوا: إِنَّ عَمْراً قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَكَيْفَ يَسْمَعُ مِنْهُ أَبُو مَنْصُوْر. (١)

قلت: لكن للحديث شواهد أخرى بأجزائه: فيشهد لقوله -صلى الله عليه وسلم-: لَا يَحِقُّ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَغْضَبَ لِلَّهِ، وَيَرْضَى لِلَّهِ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحَقَّ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ.

يشهد لهذا: حديث يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الغسانيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِمَشْقِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَامَة -رضي الله عنه-، أنَّ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ. (٢)

قلت: إسناده حسن فيه: الْقَاسِمِ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِمَشْقِيُّ قال ابن حجر: صدوق يُغرب كثيراً. (٣)

ويشهد له أيضاً: حديث: أَبي مَرْحُومٍ عَبْد الرَّحِيم بْن مَيْمُونٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ الْجُهَنِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ أَعْطَى لِلَّهِ تَعَالَى، وَمَنَعَ لِلَّهِ، وَأَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَنْكَحَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ إِيمَانَهُ. (٤)

قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَن. قلت: فيه: سَهْل بْن مُعَاذ الْجُهَنِي: قال ابن حجر: لا بأس به. (٥)

ويشهد لقوله -صلى الله عليه وسلم-: وَإِنَّ أَحِبَّائِي وأَوْلِيَائِي الَّذِينَ يُذْكَرُونَ بِذِكْرِي، وَأُذْكَرُ بِذِكْرِهِمْ.

يشهد له حديث: يَعْقُوب الْأَشْعَرِي الْقُمِّي، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذِينَ إِذَا رُؤُوا ذُكِرَ اللَّهُ تَعَالَى. (٦)


(١) يُنظر "السير" ١/ ٢٥٢.
(٢) أخرجه أبو دواد في "سننه" ك/ السنة ب/ الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه (٧/ ٦٩ رقم ٤٦٨)، والطبراني في " الكبير" ٨/ ٢٠٨، وفي "الشاميين" ٢/ ٢٣٩، وابن بطة في "الإبانة" ٢/ ٦٥٧، والبيهقي في "الشعب" ٦/ ٤٩٢، وفي "الإعتقاد" ١/ ١٧٨.
(٣) يُنظر "التقريب" صـ ٣٨٦.
(٤) أخرجه أحمد في "مسنده" (٢٤/ ٣٩٩ رقم ١٥٦٣٨)، والترمذي في "سننه" ك/ صفة القيامة ب/ ـــــــــــــــ (٤/ ٦٧٠ رقم ٢٥٢١)، وأبو يعلي الموصلي في "مسنده" (٣/ ٦٠ رقم ١٤٨٥)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٢٠/ ١٨٨ رقم ٤١٢).
(٥) يُنظر "التقريب" صـ ١٩٩.
(٦) أخرجه ابن المبارك في "الزهد ١/ ٧٢ رقم ٢١٨، وابن أبي حاتم في "التفسير" ٦/ ١٩٦٤، والبزار في "مسنده" ١١/ ٢٥١ رقم ٥٠٣٤، والنسائي في " الكبرى" ك/ التفسير ١٠/ ١٢٤ رقم ١١١٧١، والضياء في "المختارة" ١٠/ ١٠٩ رقم ١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>