قلت: والأمر في ذلك كما قال عليه من الرحمة والرضوان.
سادساً: التعليق علي الحديث:
يتبين لنا من هذا الحديث ماذا كان يقرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الوتر فكان يقرأ بهذه الصور الثلاث فيقرأ بسورة الأعلي في الركعة الأولي، وبسورة الكافرون في الركعة الثانية، وبسورة الإخلاص في الركعة الثالثة.
فهذه السور الثلاث يؤتى بها في هذه الركعات الثلاث التي هي آخر صلاة الليل، ويأتي بها مسرودة لا يجلس بعد الثانية، أو يأتي بها بتشهدين، أي: يصلي ثنتين ثم يتشهد ويسلم، ثم واحدة ثم يتشهد ويسلم، وهذا هو الأولى، وهو الذي جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في كثيرٍ من الروايات، وجاء عنه أيضاً أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح أتى بركعة توتر ما مضى. وجاء في بعض الروايات بأنه يقرأ في الركعة الثالثة بسورة الإخلاص والمعوذتين. لكن قال ابن الجوزي: أنكر أحمد وابن معين زيادة المعوذتين. (١)
(١) يُنظر "التحقيق في مسائل الخلاف" لابن الجوزي ١/ ٤٥٨.