(٢) يُنظر "التقريب" صـ ٦٨١. (٣) اختلف في أُمِّ فَرْوَةَ رَوِايَةُ هذا الحديث: هل هي: أم فروة بنت أبي قحافة، أخت أبي بكر الصديق؟ أم هي: أم فروة الأنصارية؟ فممن ذهب إلي أن رَوِايَةُ هذا الحديث هي: أم فروة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر الصديق. الطبراني، وابن عبد البر، والمنذري، والقاضي أبو بكر العربي. أما الطبراني فعنون لها في "المعجم الكبير" فقال: أُمُّ فَرْوَةَ بِنْت أَبِي قُحَافَة أُخْت أَبِي بَكْر الصِّدِّيق. ثم ساق أحاديث الباب تحتها من طريق الْقَاسِمِ بْنِ غَنَّام الذي عليه مدار هذا الحديث. وقال ابن عبد البر: أم فروة بنت أبي قحافة، أخت أبي بكر الصديق. وأم فروة هذه كانت من المبايعات بايعت رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-: حديثها عند قَاسِم بْن غنام الأَنْصَارِيّ عَنْ بعض أمهاته، عَنْ أم فروة، قالت: سمعت رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن أحب الأعمال إِلَى اللَّه -عز وجل- الصلاة فِي أول وقتها. وقَالَ بعضهم فِي أم فروة هذه الأنصارية، وَهُوَ وهم، وإنما جاء ذلك والله أعلم لأن القاسم بن غنام الأَنْصَارِيّ يقول فِي حديثها مرة عَنْ جدته الدنيا عَنْ جدته القصوى ومرة عَنْ بعض أمهاته. عَنْ عمة له. والصواب مَا ذكرناه. وقال المنذري: هي أخت أبي بكر الصديق، ومن قال فيها أم فروة الأنصارية، فقد وهم. وممن ذهب إلي أن رَوِايَةُ هذا الحديث هي: أم فروة الأنصارية، وليست أم فروة أخت أبي بكر الصديق: ابن سعد، وابن منده، وأبو نعيم، وابن الأثير، والذهبي، وابن حجر، والطيبي، أما ابن سعد ففرق بينهما وقال: أُمُّ فَرْوَة جَدة القَاسم بن غَنَّام ثم ساق حديث الباب بسنده، وذكر في ترجمة سابقة أم فروة أخت أبي بكر الصديق. وفرق بينهما أبو نعيم أيضاً فقال: أُمُّ فَرْوَةَ الْأَنْصَارِيَّةُ إِحْدَى الْمُبَايِعَات، حَدِيثُهَا عند: الْقَاسِم بْن غَنَّام، ثم ساق رواية الباب. ثم ذكر في الترجمة التي تليها ترجمة: أُمُّ فَرْوَةَ أُخْت أَبِي بَكْر الصِّدِّيق. وكذلك فرق بينهما ابن الأثير فذكر ترجمة أم فروة الأنصارية ثم ساق حديث الباب بإسناده، ثم ذكر ترجمة أم فروة أخت أبي بكر الصديق وقال فيها: ذكر أبو عمر حديث الصلاة في أول وقتها في هذه الترجمة، وقال ـــــ أي ابن عبد البر ـــــ: قال بعضهم في أم فروة هذه: إنها أنصارية، وهو وهم، قال ابن الأثير: وأما ابن منده، وأبو نعيم فإنهما ذكرا هذا الحديث في أم فروة الأنصارية. كما ذكرناه قبل هذه الترجمة، وقد قال الطبراني: أم فروة هذه، يعني التي تروي حديث الصلاة، هي أخت أبي بكر الصديق. وقال غيره: هي أخرى سواها والله أعلم. على أن القاسم بن غنام من الأنصار، يروي عن جدة له، أو عن بعض أهله، وكيف اختلفت الرواية عليه، فهي من الأنصار، وليس لأخت أبي بكر فيه مدخل. وذهب الذهبي إلي أنها هي الأنصارية فقال: أم فروة الأنصارية صحابية عنها ابن أختها القاسم بن غنام. وفرق بينهما ابن حجر أيضاً: فذكر ترجمة أم فروة الأنصارية وذكر فيها حديث الباب وعلق عليه في بعض قضاياه، وذكر في الترجمة التي قبلها: أم فروة بنت أبي قحافة، أخت أبي بكر. وقال: قيل هي التي روت الحديث في فضل الصلاة أول الوقت، وهو ظاهر صنيع ابن السكن، ورجحه ابن عبد البرّ. وفيه نظر، والراجح أنها غيرها، فقد جزم ابن منده بأن بنت أبي قحافة لها ذكر، وليس لها حديث، وراوية حديث الصلاة أنصارية فإن مدار حديثها على القاسم بن غنام، وهي جدته أو عمته أو إحدى أمهاته أو من أهله على اختلاف الرواة عنه في ذلك، فهي على كل حال ليست أخت أبي بكر الصديق، قاله ابن الأثير. وقال في "التهذيب": ذكر ابن عبد البر، والطبراني أن أم فروة هذه هي أخت أبي بكر الصديق وتبعه على ذلك القاضي أبو بكر بن العربي وغيره ووهموا من قال أنها أنصارية. وقال الخزرجي: أم فَرْوَة الْأَنْصَارِيَّة صحابية لَهَا حَدِيث روى عَنْهَا الْقَاسِم بن غَنَّام. وقال القاري: في شرح حديث الباب: أم فروة رَوِاية هذا الحديث أنصارية: من المبايعات، وهي غير أم فروة، أخت أبي بكر الصديق، وقيل: هما واحدة فلا تكون حينئذ أنصارية، وقال: ذكره الطيبي. قلت: والصواب والله أعلم أنَّ رَوِايَة حديث الباب هي أم فروة الأنصارية، والعلم عند الله. يُنظر "معرفة الصحابة" ٦/ ٣٥٤٥، "الاستيعاب" ٤/ ١٩٤٩، "أسد الغابة" ٧/ ٣٦٦، ٣٦٥، "الكاشف" ٢/ ٥٢٧، "الإصابة" ١٤/ ٤٧٣، "التهذيب" ١٢/ ٤٧٦، "خلاصة تذهيب تهذيب الكمال" للخزرجي ١/ ٤٩٩، "مرقاة المفاتيح" للقاري ٢/ ٢٩٠.