رجع إلى صفة نفسه على تنكر الزمان له، فقال: إني وإن لم تساعدني الحال، ولا يقوم لما أنويه المال، فلى همة رفيعة، ونفس أبية، يسمو بهما ارتقائي في درجات الفضل، وطلبي المعالي بأحسن الفعل، لأعيش مكرماً مصوناً، فلا يفةتني سلامة الدين والمروءة، وإن فاتتني الزيادة في الحال والمقدرة؛ والدهر قد يعثر بالرجل التام النكر، المرير القوة والحول، لجهله بموضع الصنيعة، فإن غلبني على حظي، وتخطاني عند القسم إلى غيري، فطبيعتي تسليني وترضيني، ومعرفتي بمن عنده المال والعتاد تصرف الهم عني، فتمنحني آثار الحدثان، وعرامة الليالي والأيام، بعفاف أستعمله، وتجمل ألتزمه، لئلا يشمت عدو، أو يفرح حسود.
تم باب الهجاء بحمد الله وعونه والحمد لله على تظاهر آلائه، والصلاة على سيدنا محمد وآله.