وقوله " إن كان للماء من محض "، لأن ماء المطر جنس واحد إذا لم يختلط به غيره لا يختلف. وقد مر القول فى ذو وأنه بمعنى الذى فى لغة طيئ، فقوله:" ذو باد "، أى الذى باد، وهو فى موضع الجر، لكنه لا يغير عن بنيته.
وقوله " يروى العروق الهامدات من البلى "، يريد أنه أحيا ما أشرف على اليبس من عروق الشجر البالية خلتها وحمضها، وأعادها غضة مرتوية. والهمود أبلغ من الخمود.
الحبى من السحاب: المشرف المتراكم. والجون؛ الأسود هنا، وجعله كذلك لا رتوائه وكثرة مائه. وقوله " ينهض مقدماً " انتصب مقدماً على الحال، يريد أن سير السحاب لثقله وحركاته مثل سير هذا البعير وحركته؛ ثم وصفه. والمدانى قيده: الذي قصر عقاله وضيق عليه قيده. ولم يرض بذلك حتى جعله سائراً في الوعث، وهي الأرض اللينة الكثيرة التراب والرمل؛ والسير فيها يصعب. ويقال في الدعاء:" اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر "، يراد شدته وصعوبته. ويقال: أوعث، إذا صار في الوعثاء، كما يقال أسهل إذا صار في السهل. ثم لم يرض بعد ذلك أيضاً حتى جعله نقضاً، وهو المهزول الضعيف. ويقال نقضت البعير نقضاً، والمنقوض نقضٌ.
وقد زاد في هذا الوصف على الأعشى لما قال - وإن كان الأعشى يصف امرأة بالنعمة والترفة، وهذا يصف سحابة ثقيلة -: