شكيمة اللجام - وهي الحديدة المعترضة منه في الفم - مأخوذاً منه والجميع الشكائم.
وإن عراراً إن يكن غير واضحٍ ... فإني أحب الجون ذا المنكب العمم
يقول: وإن ولدي عراراً إن لم يكن وضيء الوجه ممسوحاً بالجمال، فإني أحبه على سواده وتمام خلقه. وهذا كأنه إسقاطٌ لقول من يزيف ابنه ويعيره القبح والدمامة. وكان عرارٌ هذا أحد الفضلاء، وتوجه عن المهلب بن أبي صفرة إلى الحجاج رسولاً في بعض فتوحه، فلما مثل بين يدي الحجاج لم يعرفه، وازدراه، فلما استنطقه أبان وأعرب ما شاء، وبلغ الغاية والمراد في كل ما سأل، فأنشد الحجاج:" أرادت عراراً بالهوان ... " الأبيات متمثلاً، فقال عرارٌ: أنا أيد الله الأمير عرارٌ! فأعجب به وبذلك الاتفاق. وفي هذه الطريقة قول المأمون لإبراهيم بن المهدي:
إن يكن للسواد فيك نصيبٌ ... فبياض الأخلاق منك نصيبي
والعميم والعمم: الطويل التام من كل شيء. والجون الأسود ها هنا، ويجعل من الأضداد.
وقال آخر
لولا أميمة لم أجزع من العدم ... ولم أقاس الدجى في حندس الظلم
يروى:" ولم أجب في الليالي جندس الظلم ". والمبتدأ بعد لولا يحذف خيره أبداً، ويستغنى بجواب لولا عنه. والتقدير: لولا أميمة مانعةٌ لم أجزع. فيقول: لولا ابنتي أميمة لم أخف الفقر ولم أرحل في طلب المال، ولم أركب الليل، فكنت أجوب ظلماءه، وأكابد أهواله. والحندس: شدة الظلمة، وقد اشتق منه الفعل، فقيل: حندس الليل فهو محندسٌ. ومعنى لم أجب: لم أقطع. وقاطع المواضع المظلمة كأنه قاطعٌ للظلمة. ومن روى " ولم أقاس الدجى " يريد أهوالها. وإضافة الحندس إلى الظلم كإضافة البعض إلى الكل، أي في الشديد من الظلم. ويقال تحندس الرجل، إذا ضعف وسقط.