للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقال: صريحٌ وصراحٌ، كما يقال طويلٌ وطوالٌ، وعريضٌ وعراضٌ. ويقال: صرحت الخمرة، إذا انكشفت عنها زبدتها.

فالهم بيضات الخدو ... ر هناك لا النعم المراح

أقبل يصف ما امتحنوا به في الحرم إذا ترك حديث المال والبلاء في النفوس. وقوله " فالهم بيضات الخدور " يجوز أن يراد به ما يهتم له في ذلك الوقت: الحرم والنساء المخدرات اللاتي كأنهن بيضٌ مكنونٌ صيانةً وجمالاً، لا الإبل المراحة من مراعيها. كأنه سمى ما يهتم له هماً. ويجوز أن يكون المعنى ما يهم به: النساء لا الإبل. والمراد أنهم كانوا يغتنمون سباء النساء وإلحاق العار بسببهن، لا اغتنام الأموال. وتشبه المرأة بالبيض لتلملمها وزوال الحجوم عنها. وقال الخليل: بيضة الخدر هي المجارية المخدرة الجميلة. وإنما قال المراح لأن النعم مذكرٌ. ويقال سرحت الماشية بالغداة، وأرحتها بالعشية.

بئس الخلائف بعدنا ... أولاد يشكر واللقاح

أولاد يشكر، هم من جملة من وضعته الحرب. فيقول: إذا خلفنا من لا دفاع به من الرجال والأموال، فبئس الخلائف بعدنا. جعل أولاد يشكر كاللقاح وهي الإبل بها لبنٌ في حاجتها إلى من يذب عنها، ويحامي عليها. ورواه بعضهم: " واللقاح " بفتح اللام، وهم بنو حنيفة، وكانوا لا يدينون للمولك. ويكون الكلام على هذا تهكماً.

من صد عن نيرانها ... فأنا ابن قيسٍ لا براح

يقول: من أحجم عن الحرب وكره الاصطلاء بنارها والصبر على بلواها، وعجز عن الثبات في وجوه أبنائها، فأنا ابن قيسٍ لا براح لي فيها ولا انحراف. ومعنى " فأنا ابن قيسٍ " فأنا المشهور بأبيه، المستغني عن تطويل نسبه. فقوله لا براح، الوجه فيه

<<  <   >  >>