للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والبدء: العظم المنفصل مما عليه من اللحم، كأنه من هذا. قال:

أغلت الشتوة أبداء الجزر

ومعنى البيت: المغمور فينا إذا حصل في غيرنا سادهم وعلاهم، والرئيس منا تسلم له الرياسة على قبائل معدٍ كلها، غير معارضٍ فيها، ولا مدافعٍ عنها.

ونحن الذين لا يروع جارنا ... وبعضهم للغدر صقم مسامعه

يصف عزهم ومنعتهم، وعهدهم ووفاءهم، وأن المجاور لهم، والمعتصم بحبلهم، يبقى آمناً معهم غير مذعورٍ، وموفوراً غير مسلوبٍ. ثم قال معرضاً بغيره: وبعض الناس لما يستعمله من الغدر، ويشتهر به من تضييع الذمار، ولكونه منطوياً فيما يأتيه على الإصرار، يصم مسامعه عن ذكر العار، فلا يبالي بذم الناس له، ولا يأنف من تهجينهم أفعاله. وفي طريقته قول الآخر:

إن يجبنوا أو يغدروا ... أو يبخلوا لا يحفلوا

يغدوا عليك مرجلي ... ن كأنهم لم يفعلوا

وكان وجه الكلام أن يقول لا يروع جارهم حتى يرجع من الصلة إلى الموصول الذكر؛ لكنه لما كان المقصود بقوله نحن والذين شيئاً واحداً لم يبال برجوع الضمير إلى كل واحدٍ منهما. وقد مضى مثله.

ندهدق بضع اللحم للباع والندى ... وبعضهم تغلي بذمٍ مناقعه

الدهدقة: الصوت. والبضع: القطع. أي نتولى ذلك كرماً منا على اعتسافٍ وسوء تأتٍ: ويجوز أن يكون البضع جمع بضعةٍ فيكون المعنى: إنا نقلبها في القدور، فلعظمها يسمع لها في التقلب صوتٌ. والمناقع: جمع المنقع والمنقعة، وهي القدور الصغار، وقيل هي الأتوار الصغيرة. وقيل المناقع واحدها، وأصله ما ينقع فيه

<<  <   >  >>