للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على اسمها. والدماليج: جمع الدملوج، وهي المعضد. وقال الخليل: يقال دملجت الشيء، إذا سويت صيغته، كما يصاغ الدملج. وثوله وذاب الثنايا كان وجه الكلام أن يقول: والثنايا الغر، لكنه أعاد لفظ ذات ليكون الخطاب به أفخم وأجل قدراً، ولشدة اتصال المضاف بالمضاف إليه، كأنه عدهما اسماً واحداً لا محمل بالحذف عليه. ويجري هذا المجرى قوله تعالى: " قد أفلح المؤمنون. الذين هم في صلاتهم خاشعون. والذين هم "، " والذين هم ". وقول الشاعر:

أما والذي أبكى وأضحك والذي ... أمات وأحيا والذي أمره الأمر

والعقد: القلادة: يقال عقدت عقداً، ثم يسمى المعقود عقداً، فهما كالنقض والنقض. والفاحم: الشعر الأسود الحسن وقد فحم فحوماً.

وذات اللثات الحم والعارض الذي ... به أبرقت عمداً بأبيض كالشهد

اللثات: مغارز الأسنان. والحم: جمع أحم وحماء، وهو الأسود من كل شيء. ويروى الحو وهو جمع أحوى وحواء. والحوة: حمرةٌ تضرب إلى سواد. والعارض: ما يظهر من الثغر عند النطق من الجانبين. ومعنى أبرقت به: أطلعت البرق. والبرق: وميض السحاب أصله. ويقال: برق السحاب برقاً وبريقاً، وأبرق لغةٌ فيه، كذلك قال الخيل. وقوله عمداً مصدرٌ في موضع الحال، أي أبرقت عامدةً. ويريد بالأبيض رضاب الفم. والتشبيه بالشهد قصد به إلى العذوبة.

كأن ثناياها اغتبقن مدامةً ... ثوت حججاً في رأس ذي قنةٍ فرد

الاغتباق: شرب العشي، وخصه بالذكر لأن القصد إلى أنها عند السحر يطيب نكهتها، فإذا تغيرت الأفواه وخلفت كانت هذه كأنها مغتبقة خمراً بقيت سنين في رأس جبل انفرد عن الجبال ورءوسها، بحصانته وتمنعه. وهذا منه إشارةٌ إلى قلعةٍ في قلة جبل شاهق، أو قصر أو حصن شبهه بحبل هذه صفته.

لعمري لقد مرت لي الطجير آنفاً ... بما لم يكن إذ مرت الطير من بد

<<  <   >  >>