يا هند لا والذي حج الحجيج له ... ما يشتهي الموت عندي من له أدب
للحرب قومٌ أضل الله سعيهم ... إذا دعتهم إلى أهوالها وثبوا
ولست منهم ولا أرضى فعالهم ... ما القتل يعجبني منهم ولا السلب
وأبلغ منه قول الآخر:
اثنان منا يغلبان واحدا ... إذا تعاونا وكان رقدا
فأما قوله فسل لغيظة الضحاك فالضحاك اسم أبي أنسٍ. ومعنى سل: ذاب، كجسم من به السلال، وهو داء معروف. وقال غيظة لأنه أراد المرة الواحدة، وهذه الهاء تدخل في المصادر على اختلافها لهذا المعنى كالضربة والخرجة والإلمامة والاستخراجة. وقوله ولم أربه يروى بفتح الهمزة وضمها؛ والفرق بينهما أنه يقال رابه الدهر إذا قصده بريبه وحوادثه؛ وأرابه: أتاه بريبة. والوغم: الترة والذحل.
ولكن البعوث جرت علينا ... فصرنا بين تطويحٍ وغرم
وخافت من جبال السغد نفسي ... وخافت من جبال خوارزم
قوله ولكن البعوث جرت علينا يقال ضرب البعث على الجند، وأجري البعث عليهم، أي بعثوا إلى العدو. وجمعه فقال البعوث، لاختلافه وتكرره. وهذا كما يجمع الضرب على الضروب والفن على الفنون. والتطويح: والتبعيد في الأرض، والحمل على ركوب المهالك. ويقال طوحوا وطيحوا جميعاً.
وقارعت البعوث وقارعوني ... ففاز بضجعةٍ في الحي سهمي
فأعطيت الجعالة مستميتاً ... خفيف الحاذ من فتيان جرم
قوله قارعت البعوث يريد به ساهمتهم، والقرعة الاسم. ويقال: هو قريعي أي مقارعي، كما يقال هو خصيمي. وقوله البعوث أراد أصحاب البعوث، فحذف المضاف. ويجوز أن يكون سمى المبعوث بعثاً ثم جمعه، وهذا على عادتهم في الوصف باسم الحدث. وقوله فاز بضجعةٍ في الحي سهمي أي خرج