للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى يكون مثل محلول. وقوله أمار بإرشاد وغي وضع إرشاداً موضع رشاد، ألا ترى أنه قال وغي. وهم كما يستعيرون الاسم للمصدر يستعبرون المصدر للاسم، وكما يوضع العطاء موضع الإعطاء في قوله القطامى:

وبعد عطائك المائة الرتاعا

يضعون الإعطاء موضع العطاء. فعلى هذا وضع الإرشاد موضع الرشاد. وإذا كان كذلك فيجب أن يكون إرشاد هذا لا يتعدى، لوقوعه موقع الرشاد. وقوله ألا لهف الأرامل واليتامى الصدر من البيت تحسر لما أصاب الفقراء واليتامى بعد موته، إذ لم يكن في الدهر من يؤوبهم أو يمونهم. والأرامل: جمع أرمل، وهذه الصفة يشترك فيها المؤنث والمذكر، واشتقاقه من أرمل القوم، إذا نفدت نفقاتهم، وحقيقته صاروا من الفقر في الرمل، كما يقال أترب الرجل. والشهادة في اشتراك الرجل والمرأة في هذه الصفة قول جرير:

هذي الأرامل قد قضيت حاجتها ... فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر

وقوله ولهف الباكيات على أبي هذا العجز تحسر للمتعلقين بحبله، والراجين ليومه وغده، والواصلين سببهم بسببه دون أولئك، فتكريره اللفظ يشتمل على هذا المعنى.

وقال:

في بعض تطواف ابن طع ... مة آمناً لاقى حمامه

وصدا له من خلفه ... يغتره لا بل أمامه

غر امرؤ منته نف ... س أن تدوم له السلامة

هيهات أعيا الأولي ... ن دواء دائك يا دعامة

<<  <   >  >>