للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: إلى ميعاد أرعن يعنى به جيشاً كانه رعن جبل. وقيل: جيش أرعن: له فضول. والرعن: أنف يتقدم من الجبل، والجميع الرعان والرعون. مكفهر، أي مرتفع عال. وقوله تضمن في جوانبها الخيول أي تقرن الخيل بالإبل في جوانبها، إذ كان لكل رجل راحلة وفرس يقوده معه.

ومثل هذا قوله:

خصفن بآثار المطي الحوافرا

يقول: تسير به راحلة معها جنيبة، إلى ميعاد أرعن، أي جيش كثير ضمن جوانب رواحلها الخيول. ويروى: (تضمر في جوانبها) بالراء، والمعنى تصنع الخيول وتعدى في القرتين في جوانبها. والمراد أن فرسان هذه الكتيبة دأبهم ذلك.

لك المرباع منها والصفايا ... وحكمك والنشيطة والفضول

أقبل يخاطب المرثى بعد الإخبار، على عادتهم في الكلام.

وقال أبو عبيدة: كان رئيس القوم في الجاهلية إذا غزا بهم فغنم أخذ من جماعة الغنيمة ومن الأسرى والسبى على أصحابه المرباع، وهو الربع، فلذلك قال (لك المرباع منها) فصار هذا الربع الذي كان في الجاهلية للرئيس في الاسلام خمساً. وكان له الصفى: واحد الصفايا من جماعة الغنائم والأسلاب والكراع قبل القسمة، وهو أن يصطفى لنفسه شيئاً: جارية أو سيفاً أو فرساً أو ماشاء، وبقى الصفى على حاله في الإسلام: اصطفى النبي صلى الله عليه وسلم سيف منبه ابن الحجاج ذا الفقار يوم بدر، واصطفى جوير ية بنت الحارث من بني المصطلق يوم المريسيع، فجعل صدقتها عتقها وتزوج بها، واصطفى صفية بنت حي ففعل ذلك بها.

وقال أبو عبيدة: وكان له النقيعة أيضاً، وهو بعير ينحره قبل القسمة فيطعمه الناس كذلك. قال:

إنا لنضرب بالسيوف رؤوسهم ... ضرب القدار نقيعة القدام

قال: وسقط في الإسلام النقيعة.

<<  <   >  >>