وقوله (أفأت) من الفيء: الغنيمة، لا من الفيء الرجوع. والجامل موحد اللفظ مصوغ للجمع، ويراد به الإبل، لكنه مشتق من لفظ الجمل كالباقر من البقر. والعلائف: جمع العلوف، وهو ما يسمن في البيوت. ويقال: شاة معلفة، أي مسمنة. والمقصاب، بناه بناء مايكون آلة، فهو كالمفتاح، لا بناء ما يكون الحرفة والمزوالة. والواجب أن يكون (القصاب) ، وهو من القصب: القطع والفصل، لأنه يقصب الشاة أي يقطعها.
وأبو اليتامى ينبتون ببابه ... نبت الفراخ بمكلىء معشاب
فكه إلى جنب الخوان إذا غدت ... نكباء تقلع ثابت الأطناب
قوله (وأبة اليتامى) أي كان يكفلهم ويعولهم، ويشفق عليهم ويتحدب، حتى كأنه ابوهم. وارتفع (أو) كأنه خبر ابتداء محذوف كأنها قالت: وهو لليتامى أب. ومعنى (ينبتون ببابه) يروى (فناءه) ، وانتصابه على أنه أخرجه الى باب الظروف، كما فعل ذلك بمقعد القابلة، ومناط تاثريا وما أشبههما. والمعنى أنهم يتربون في فنائه ويتنعمون، تري فراخ الطير بمكان كثير العشب والكلأ. ويقال: أكلأ الموضع، اذا صار ذا كلإ وعشب. والمعشاب: الكثير العشب.
وقوله (فكه الى جنب الخوان) فالفكه: الكثير المزاح واللعب، تأنيساً للضيف وبسطاً منه، كما قال الآخر:
أحدثه إن الحديث من القرى
وقوله (اذا غدت) ظرف للفكه. يريد: يفاكه الضيف عند الأكل بملح الكلام، كي يستأنس ويتسع الوقت له فيستوفى. والى من قوله (إلى جنب الخوان) تعلق بفعل مضمر دل عليه فكه، كانه مع قرب الخوان يفكه. و (اذا غدت نكباء) يريد البرد وهبوب الريح الباردة المزعزعة للبيوت، القالعة لأوتادها وحبالها. وأطناب البيوت: حبالها. ومنه إطنابة الحزم والقسى. والجميع الأطانيب.