للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفاقة - أصون لي وأرد على من أرى مننا معقودة في عنقي، مثقلةً لظهري، باقيةً على أعقاب الزمان للئام الناس عندي. والعلق: جمع العلقة، وهي اليسير من الشيء يتبلغ به ويعتلقه المحتاج إليه. ويجوز أن يكون من علق يعلق، إذا رعى. ومنه الحديث: (إن أرواح الشهداء لتعلق في الجنة) وتكون العلقة كالغرفة والطعمة وما أشبههما. وقوله (لأن أزجي) اللام لام الابتداء، وأن أزجى مبتدأ وخبره قوله (خير وأكرم بي) .

إني وإن قصرت عن همتي جدتي ... وكان مالي لايقوى على خلقي

لتارك كل أمر كان يلزمني ... عاراً ويشرعني في المنهل الرنق

نبه على تمام الظلف والعفاف إذا أخذ به الإنسان، فيقول: أنا وإن عجزت غنيتي عما توجبه همتي، وكان في حالي قصور عما يدعو إليه خلقي، معرض عن كل أمر إذا نلته رجع منه على أذكر به، ويوردني مشارع الكدر، فإذا صدرت عنها لم أتهنأ بشربي منها. ولك أن تروى: (في منهل الرنق) فيكون المنهل مضافاً إلى المصدر، ولك أن تروى: (في المنهل الرنق) بكسر النون فيكون صفة له. والمنهل: موضع النهل. والناهل: العطشان، والريان جميعاً. والوجد والجدة: مصدر وجدت، في المال. ويقال: شرعت في الماء، إذا خضت. وأشرعني فيه فلان وشرعني أيضاً. وفي المثل: (أهون الورد التشريع) .

وقال أيضا:

ماذا يكلفك الروحات والدلجا ... البرطوراً وطوراً تركب اللججا

كم من فتى قصرت في الرزق خطوته ... ألفيته بسهام الرزق قد فلجا

قوله (ماذا) لفظة استفهام، والمعنى الإنكار، ويجوز أن يكون (ما) مع ذا بمنزلة اسم واحد مبتدأ، ويكلفك خبره. ويجوز أن يكون وحده اسماً، وذا في موضع الخبر، ويكلفك من صلته؛ كأنه قال في الأول: أي شيء يكلفك، وفي الثاني: ما الذي يكلفك السير في الليل والنهار متصلاً، لاتفتر تركب البر تارةً، والبحر أخرى. والروحات: جمع الروحة، وهو يريد به السير رواحاً. والدلج والدلجة: السير بالليل. وقوله (طرواً) انتصب على الظرف، والبر انتصب بفعل مضمر دل عليه الفعل الذي

<<  <   >  >>