أصله الوبلة. ويقال: أجمعت أجوماً، في وجمت. فهذه الأحرف جاءت على ما ترى.
وقوله رقود الضحى وصفها بالترفة، وأنها مكفية الخدمة، فهي تنام القيلولة. وهذا كما قال امرؤ القيس:
نؤوم الضحى لم تنطلق عن تفضل
والمأتم: النساء يجتمعن في الخير والشر. يقول: نظرت إلى هذا الرجل امرأة طلعت عليه في جملة نساء، مترفة منعمة سمينة، تنام عن شؤونها أوقات الضحى، لأن لها من يكفيها كل ما تهتم له ففتنته، ثم اقتص كيف نصبت الحبالة له، ومن أين وقع فيها حتى اصطادته، فقال: جاء الرجل وكأنه غصن بان لحسن شطاطه وطراءة شابه، لا متهافت في مشيه وتصرفه، ولا خفيف طائش في وروده وصدره، ولكن بعلامة ذي سكون، وميسم ذي صلاح وهدو. والتتابع يوصف به الحيران والسكران إذا رمى بنفسه. وتتابع البعير في مشيته، إذا حرك ألواحه حتى كأنه يتفكك. والمأتم أصله من الأتم، وهو أن تلتقي الخرزتان فتصيرا واحدة. وموضع كخوط نصب على الحال من جاء. والخوط: الغصن الناعم لسنة. وقوله لا متتابع ارتفع لأنه خبر مبتدأ محذوف، كأنه قال: لا هو متتابع. وقوله ولكن استدراك بعد نفي، أي جاء غير متتابع ولكن بهذه السيما.
فقلن لها سراً فديناك لا يرح ... صحيحاً وإن لم تقتليه فألمى
فألقت قناعاً دونه الشمس واتقت ... بأحسن موصولين: كف ومعصم
وقالت فلما أفرغت في فؤاده ... وعينيه منها السحر قلن له قم
قوله سراً يجوز أن يكون مصدراً في موضع الأمر، كلأنه قال ساريه. مسارة، فوضع السر موضع المسارة، ويكون على هذا قوله لا يرخ جواب الأمر الذي دل عليه سراً. ويجوز أن يكون مصدراً في موضع الحال، ويكون لا يرح مجزوماًبلا النهي. وجعل النهي في اللفظ للرجل والمرأة هي المنهية، كما يقال: لا أرينك هنا. والمعنى: لا تكن هناك فأراك، والمراد: لا تدعيه يروح صحيحا. يقول قالت النساء