للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت يوما تسرح رأسها وتقول: عندي من ضيق الصدر ما لم أكن أجده قبل ذلك إذ أتاها بعض سرهنكية جنكيزخان فأخذ الصبي من عندها، وكان آخر عهدها به، فلما حضر بين يديه أمر بخنقه فخنق، فقد جوزيت في الدنيا بما ارتكبت من إهلاك بني الملوك [٤١٨] الذين ذكرناهم.

وأما بنات السلطان اللاتي (١) كن معها فقد تزوج بكل واحدة منهن شخص من المزندة، ماخلا بنت كانت تسمى خان سلطان وكانت مزوجة بالسلطان عثمان صاحب سمرقند، فإن دوشيخان بن جنكيزخان أستخصها لنفسه، وتزوج بتركان سلطان وهي شقيقة أزلاع شاه دا نشمند الحاجب الذي ورد رسولا إلى تركان خاتون، وحملت إلى جنكيزخان مغنيات خوارزم شاه وفيهن بنت زنجية ذات حسن وجمال، وكان عند جنكيزخان كَحَّال يسمى زين السمرقندي، وكان قد داوي عين جنكيزخان من الرمد، فطلب تلك المغنية فوهبها له، وكان الكحال مفرطًا في قبح الصورة وسوء العشرة، فأبغضته هي، وحق لها ذلك حيث تكون فراشا لكحال قبيح الصورة بعد السطان خوارزم شاه الذي كان أحسن الناس وجها، وكانت بعد أن وهبها له أقامت عند الوزير نظام الملك وهو يدافع عنها، ولم يسلمها إلى الكحال، فاشتكى الكحال إلى جنكيزخان، فغضب وأمر بإحضار الوزير، وأمر بقتله، وكان هو وزير السلطان خوارزم شاه، وكان أسر فيمن جملة من أسر، ولما قتل جنكيزخان الأسرى أبقى هذا لكونه قد عزله خوارزم شاه، وكان معزولا بطالا، وأيضا أبقاه لاسترفاع حَسْبانات بعض البلاد، فلما شكاه الكحال أمر بقتله (٢).

وأما تركان خاتون فإنها قتلت أيضا بسمرقند. قال ابن كثير (٣): وكان التتار أسروها كما ذكرنا، وأرسلوها بما معها من الجواهر النفيسة والذهب والفضة إلى ملكهم جنكيزخان وهو نازل بسمرقند، وكان آخر العهد بها. والملك لله الواحد القهار.


(١) "التي كانت" كذا في الأصل، والصحيح لغة ما أثبتناه.
(٢) ورد هذا الخبر بالتفصيل في سيرة السلطان جلال الدين منكبرتي، ص ٩٤ - ص ٩٨.
(٣) بالبحث لم يرد هذا الخبر في ابن كثير، البداية والنهاية.
انظر: هذا الخبر في سيرة منكيرتي، ص ٩٦، الحاشيتين (٣)، (٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>