للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن عنين يمدح الملك الأشرف:

قسما بما ضمت أباطح مكة … وبمن حواه من الحجيج الموقف

لولم يقم موسى بنصر محمدٍ … الرقي على درج الخطيب الأسقف

لولاه ماذل الطيب وأَهلُه … في ثغر دمياط وعز المصحف

وقال أيضًا يمتدحه ويذكر مناصرته بقصيدة طويلة أولها:

ياأيها الملك الذى إنعامه … لم يبق في الدنيا فقيرا مرملا

لقد اتقيت الله حق تقاته … ونهجت للناس الطريق الأمثلا

لولاك لانقصمت (١) عرى الإسلام … في مصر وأهملِ (٢) ذكره وتبدلا

وتحكمت فيها الفرنج وغادرت … أعلاجُها محرابَ عمرو هيكلا (٣)

وقال ابن كثير (٤): فوقع الصلح على ما أراد الملك الكامل، وملوك الفرنج والعساكر كلها واقفه بين يديه، ومَدَّ سماطا عظيما، فاجتمع عليه المؤمن والكافر، وكان ذلك يوم الأربعاء تاسع عشر رجب من هذه السنة، وتراجعت الفرنج إلى عكا وغيرها من البلدان، ورجع الملك المعظم إلى الشام، واصطلح الأشرف والكامل على أخيهما الملك المعظم. وفي تاريخ بيبرس: في المحرم من هذه السنة وصل الملك الأشرف مظفر الدين موسى ابن العادل منجدا لأخيه الكامل إلى المنصورة وتتابعت نجدات المسلمين (٥).

وفيها كسر مشايخ الغربية جسر البرمون (٦)، وأطلقوا النيل على الفرنج الذين كانوا نازلين مقابل المنصورة، فأحاط الماء بهم، وثارت الشواني الإسلامية لمحاربة مراكب الفرنج التي في البحر ليشغلوهم عن نصرة الفرنج المقيمين بالبر، فلما رأى الفرنج ذلك والماء قد أحاط بهم وغرق أكثرهم، صاحوا بالأمان فأمنّوهم، وأحضروا ملوكهم إلى


(١) "لانفضت" كذا في الأصل، والمثبت من مفرج الكروب، ج ٤، ص ١٠٢.
(٢) "وأخل" كذا في الأصل، والمثبت من مفرج الكروب، ج ٤، ص ١٠٢.
(٣) ورد البيتان الثالث والرابع في مفرج الكروب، ج ٤، ص ١٠٢.
(٤) البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٠٢ - ص ١٠٣.
(٥) ورد هذا الخبر بتصرف في المختصر في أخبار البشر، ج ٣، ص ١٢٩.
(٦) البرمون: بلد في محافظة الدقهلية، بالقرب من المنصورة.
انظر: نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ١١٦، حاشية (٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>