للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إربل (١)، وحسنوا له مخالفة أخيه الأشرف، فكتب إليه الأشرف بنهاه عن ذلك فلم يقبل، فجمع له العساكر ليقاتله.

وفي تاريخ بيبرس: لما قدم الأشرف إلى حلب من الديار المصرية ومعه الخلع السلطانية والتقليد بالسلطنة لغياث الدين محمد بن الظاهر، التقاه محمد المذكور ودخل هو والعساكر الحلبية الخيمة في خدمة الأشرف، ومد السماط (٢)، ولما رفع أفيضت الخلع الكاملية على العزيز محمد، ووقف الملك الأشرف (٣) قائما في خدمته، ثم أحضر له الركوب فركبه، وحمل الملك الأشرف الغاشية (٤) بين يديه حتى خرج من الخيمة وركب إلى القلعة، وأقام الأشرف بحلب عشرة أيام، ثم توجه إلى حران، وبلغه أن المظفر شهاب الدين غازي بن العادل عصى عليه بخلاط، وذلك أنه كان قد أنعم بها عليه، وهي مملكة عظيمة جدا وسمي إقليمها بأرْمينية، وأضاف إليه ميافارقين وحاني (٥) وجبل جور (٦) ولم يقنع بذلك حتى جعله ولي عهده في جميع بلاده، وحلف له العساكر وجميع النواب [٤٣٦] بالبلاد إذ لم يكن للأشرف ولد ذكرٌ، وكان قد وقعت الوحشة بين المعظم وأخويه الكامل والأشرف كما ذكرنا بسبب ترحيلهما إياه عن حماة، وتوهم منهما أنهما يقصدان أخذ بلاده منه، فأرسل إلى مظفر الدين كوكبوري بن زين الدين على كوجك


(١) في الأصل "وصاحب إريل" والمثبت من البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٠٧.
(٢) السماط أو الخوان: كلمة فارسية معناها سفرة الطعام.
انظر: محمود التونجي، المعجم الذهبي، ص ٢٤٥.
(٣) هو الملك الأشرف موسى بن العادل أبو بكر بن أيوب. مَلَكَ دمشق بعد ابن أخيه الناصر داود سنة ٦٢٦ هـ/ ١٢٢٩ م. وذلك بالاتفاق مع أخيه الملك الكامل محمد، توفي سنة ١٣٥ هـ / ١٢٣٨ م.
انظر: وفيات الأعيان، ج ٥، ص ٣٣٠. ص ٣٣٦.
(٤) الغاشية: أصل الغاشية السرج أو الغطاء المزركش الذي يوضع على ظهر الفرس وفوق البرذعة. وكان سلاطين الأيوبيين والمماليك من بعدهم يخرجون في المواكب وبين أيديهم غاشية. ويقول القلقشندي: "وهي غاشية سرج من أديم مخزوزة بالذهب بخالها الناظر جميعها مصنوعة من الذهب تحمل بين يدي السلطان عند الركوب في المواكب الحفلة كالميادين والأعياد ونحوها، يحملها الركابدارية، رافعا على يديه، يلفتها يمينا وشمالا وهي من خواص هذه المملكة.
مصطلحات صبح الأعشى، ج ١٥، ص ١٨٨.
(٥) حاني: مدينة بديار بكر. معجم البلدان، ج ٢، ص ١٨٨.
(٦) جبل جور: اسم لكورة كبيرة متصلة بديار بكر من نواحي أرمينية وفيها قلاع وقرى.
انظر: معجم البلدان، ج ٢، ص ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>