للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان منهمكًا في اللذات، فدخل الوهن على الدولة بسبب ذلك، ولم يخلف يوسف المذكور ولدًا، فاجتمع كبراء الدولة وأقاموا عم أبيه، وهو عبد الواحد بن يوسف بن عبد المؤمن ولقبوه المستضئ، وكان عبد الواحد المذكور قد صار فقيرا بمراكش وقاسي شدائد الدهر، فلما تولى اشتغل باللذات والنعيم في المآكل والملابس من غير أن يشرب خمرًا، ثم خلع عبد الواحد المذكور بعد تسعة أشهر من ولايته وقُتل، وملك بعده ابن أخيه عبد الله، ويلقب بالعادل، وهو عبد الله بن يعقوب المنصور بن يوسف بن عبد المؤمن. نُجز تحرير هذا الجزء صبيحة يوم الأحد الثامن والعشرين من شهر الله المحرم اثنين وثلاثين وثمانمائة في المنزل، بحذاء المدرسة البدرية (١) بالقرب من الجامع الأزهر على يد جَامِعَةُ ومؤلفه فقير رحمة ربه، الغني، أبو محمد محمود بن أحمد العيني، عامله ربه ووالديه بلطفه الجلى والخفى. ويتلوه الجزء الذي أوله.

فصل فيما وقع من الحوادث في السنة الحادية والعشرين بعد الستمائة.

الحمد لله جميع الجزء المبارك بخط المصنف المرحوم المذكور، رحمه الله وترحم عليه وأموات المسلمين، كتبه الفقير طوغان شيخ المحمدي الأشرفي ناظر الحرم الشريف، كان الله له في الدنيا والآخرة بمحمد وآله. ٨٦١ هـ


(١) المدرسة البدرية: تقع قبالة الشبلية التي بالجبل عند جسر كحيل ويعرف الآن بجسر الشبلية، بانبها الأمير بدر الدين المعروف بلالا في سنة ثمان وثلاثين وستمائة.
انظر: الدارس في تاريخ المدارس، ج ١، ص ٤٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>