للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتابك شمس الدين أيلدكز (١) صاحب همذان وغيرها، مات في هذا السنة بهمذان، وملك بعده ابنه محمد بن البهلوان، ولم يختلف عليه أحد. وكان أيلدكز هذا مملوكًا للكمال وزير السلطان محمود، ولما مات الكمال صار أيلدكز إلى السلطان محمود، واستمر بأصفهان، ولم يحضر إلى السلطان مسعود (٢) عندما ملك ولا إلى غيره، ثم ملك أذربيجان وهمذان وغيرهما. وتزوج امرأة السلطان طغرل (٣).

وكان عسكره خمسين ألف فارس سوى الأتباع، واتسع ملكه، وامتد من باب تفليس (٤) إلى مكران (٥). وكان أيلدكز عاقلا، حسن السيرة، يجلس بنفسه للرعية، ويسمع شكاويهم، وينصف بعضهم من بعض (٦).

وفي تاريخ المؤيد (٧): وكان أيلدكز يخطب في بلاده بالسلطنة للسلطان أرسلان بن طغرل، ولم يكن لأرسلان معه حكم.

يزْدن التركي (٨)؛ كان من أكابر أمراء بغداد، المتحكمين في الدولة، ولكنه كان رافضيًا خبيثًا متعصبًا للروافض، وكانوا في خفارته وجاهه حتى أراح الله المسلمين منه في هذه السنة، فإنه مات في ذي الحجة من هذه السنة، ودفن بداره، ثم نقل إلى مقابر قريش. وحين مات فرح أهل السنة بموته، وغضبت الشيعة من ذلك، فقام بسبب ذلك فتنة.


(١) انظر ترجمته في شذرات الذهب، ج ٤، ص ٢٢٦.
(٢) السلطان مسعود: هو مسعود بن محمود بن محمد بن ملكشاه السلجوقي. انظر ترجمته في الباهر، ص ٤٣ وما يليها.
(٣) وفيات الأعيان، ج ٥، ص ٢٠٨.
(٤) تفليس: بفتح أوله أو كسره، بلد بأرمينية والبعض يقول بأَرَّان. وهي قصبة ناحية جُرزان قرب باب الأبواب، وقد فتحها المسلمون في خلافة عثمان بن عفان.
انظر: معجم البلدان، ج ١، ص ٨٥٧ - ٨٥٩.
(٥) مكران: بالضم ثم السكون ولاية واسعة في بلاد الهند تشتمل على مدينة وقرى غربها كرمان، وشمالها سجستان، والبحر جنوبها. انظر: معجم البلدان، ج ٤، ص ٩١٤؛ تقويم البلدان، ص ٢٢، ص ٣٣٢، ص ٣٣٨؛ مراصد الاطلاع، ج ٣، ص ١٣٠٢.
(٦) إلى هنا توقف العينى عن النقل من الكامل، ج ١٠، ص ٤٦ - ٤٧.
(٧) المختصر في أخبار البشر، ج ٣، ص ٥٣.
(٨) "بزدن" في البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٢٧٢، وهو الحسن بن ضافي بن بزدن التركي. انظر: المنتظم، ج ١٨، ص ٢٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>