للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو الذى بنى المدرسة الشبلية للحنفية، والخانقاة (١) للصوفية إلى جانبها، وكانت منزله، وأوقف عليها أوقافا جليلة، وبنى القناة والمصنع والساباط، وفتح للناس طريقا من عند المقبرة غربّى الشامية البرانية إلى طريق عين الكرش، ولم يكن للناس لهم طريق إلى الجبل من هناك، إنما كانوا يسلكون من عند مسجد الصفى (٢) بالعُقيَبة (٣) وكان خادما عاقلا دينا صالحا مهيبا، له حرمة وافرة فى الدولة، ومنزلة عالية عند الملوك، وكان حنفى المذهب، وله صدقات دارة وإحسان كبير، ودفن بتربته إلى جانب مدرسته المذكورة، وكانت وفاته فى رجب من هذه السنة، وقد سمع الحديث من الشيخ تاج (٤) الدين الكندى وغيره.

البَدْرُ الجَعْبرى (٥)، والى قلعة دمشق، مات فى هذه السنة، أقام واليا بها مدة فى أيام المعظم، وخدم الظاهر بحلب وغيره، فحمل إلى بالس (٦) فدفن عند أهله.

واقف الرواحية (٧) بدمشق وحلب، أبو القاسم هبة الله المعروف بابن رواحة، من أكابر العدول والتجار أولى الثروة، وبنى بحلب مدرسة (٨) للشافعية وبدمشق مثلها داخل باب الفراديس (٩)، ووقف عليها أوقافا حسنة، وقنع بعد ذلك باليسير، وكان يسكن فى


(١) الخانقاه: جمعها خانقاوات وخنقاهات وهى منزل للصوفية. العصر المملوكى، ص ٤١١.
(٢) "مسجد الصفر" كذا فى الأصل وهو خطأ، والتصحيح من الذيل على الروضتين، ص ١٥٠؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٢٥، الدارس، ج ١، ص ٥٣١.
(٣) العُقَيْبَة: تقع فى الجانب الشمالى من دمشق، وهى مدينة مستقلة بذاتها، ذات أبنية جليلة وعمائر ضخمة.
صبح الأعشى، ج ٤، ص ٩٤.
(٤) تاج الدين الكندى: هو الشيخ العلامة تاج الدين أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندى المقريء النحوى الأديب، توفى سنة ٦١٣ هـ / ١٢١٦ م.
(٥) انظر: الذيل على الروضتين، ص ١٥١؛ المرآة، ج ٨، ص ٤٢٣.
(٦) بالس: بلدة بالشام بين حلب والرقة.
معجم البلدان، ج ١، ص ٤٧٧.
(٧) انظر: الذيل على الروضتين، ص ١٤٩؛ وفيات الأعيان، ج ٣، ص ٢٤٥؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٢٥؛ الدارس، ج ١، ص ٢٦٦ - ص ٢٦٧.
(٨) هي المدرسة الرواحية شرقى مسجد ابن عروة بالجامع الأموى ولصيقه، شمالى جيرون وغربى الدولة وقبلى الشريفية الحنبلية بانيها زكى الدين أبو القاسم التاجر المعروف بابن رواحة وهما مدرستان واحدة بدمشق والأخرى بحلب.
الدارس، ج ١، ص ٢٦٥ - ص ٢٦٨.
(٩) باب الفراديس: من أبواب دمشق.
معجم البلدان، ج ٣، ص ٨٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>