للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي تاريخ بيبرس: وفي هذه السنة رجع الملك الناصر داود بن المعظم إلى أبيه من إربل (١) صحبة الشيخ شمس الدين الخسرو شاهي تلميد الإمام فخر الدين (٢) بن الخطيب الرازي، وكان الناصر يقرأ عليه العلوم العقلية، ولما تأكدت الوحشة بين المعظم وأخويه (٣) الكامل والأشرف، وعلم الكامل انتماءه إلى جلال الدين خوارزم شاه، خاف أن يكون اتفاقهما سببا لزوال الدولة الأيوبية ووبالها، فأرسل الأمير فخر الدين بن شيخ الشيوخ إلى الانبرطور فَرْدريك وطلب منه القدوم إلى عكا، ووعده أن يعطيه بعض الفتوح الصلاحي بالساحل ليشتغل بذلك سر المعظم، ويضطر إلى موافقته والدخول في طاعته، فتجهز الأنبرطور تقصد الساحل، وبلغ المعظم ذلك فكاتب الأشرف ولاطفه وراسله في الموافقة، فعاتبه الأشرف على أفعاله التي فعلها معه، وقرعه على ما اعتمد في حق أهله فعاجله قاطع الآجال ومحترم الرجال، ومات المعظم على ما نذكره عن قريب إن شاء الله تعالى (٤).

وفيها دخلت عساكر الملك الأشرف إلى أذربيجان، فملكوا منها مدنا كثيرة، وغنموا أموالا جزيلة، وخرجوا معهم بزوجة الملك جلال الدين بنت طغريل، وكانت تبغضه وتعاديه، فأنزلوها مدينة أخلاط، وسيأتي ما كان من خبرهم في السنة الآتية إن شاء الله تعالى (٥).


(١) إربل: قلعة حصينة ومدينة كبيرة من أعمال الموصل. وأكثر أهلها أكراد وقد استعربوا.
انظر: معجم البلدان، ج ١، ص ١٨٩.
(٢) الإمام فخر الدين بن الخطيب الرازي: هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن على التيمي البكري الطيرستاني الأصل الرازي المولد، الملقب فخر الدين، المعروف بابن الخطيب الفقيه الشافعي، كانت ولادته في ٢٥ رمضان سنة ٥٤٤ هـ. وقيل ٥٤٣ هـ بالري، وتوفي يوم الاثنين سنة ٦٠٦ هـ بمدينة هراة، ودفن آخر النهار في الجبل المصاقب لقرية مزداخان.
وفيات الأعيان، ج ٤، ص ٢٩٨ - ص ٢٥٢؛ مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٠٦؛ حاشية (٣)؛ شذرات الذهب، ج ٥، ص ٢١ - ص ٢٢.
(٣) "وأخوته" في الأصل، والصحيح ما أثبتناه من مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٠٦.
(٤) ورد هذا الحدث في مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٠٦ - ص ٢٠٧.
(٥) ورد هذا الخبر في الكامل، ج ١٢، ص ٤٧١؛ مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٠٧ - ص ٢٠٨، المختصر في أخبار البشر، ج ٣، ص ١٣٨، البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>