للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محبتك ولا عن طاعتك، وحاشاك أن تخرج لأجلى لتقاتلنى، وأنا أول من ينجدك ويحضر إلى خدمتك من جميع ملوك الشام والشرق، فأظهر الكامل هذا القول بين الأمراء وعاد الى مستقر ملكه، ثم بلغ الكامل أن المعظم قد نزل على حمص وحاصرها، وأشرف على أخذها، فسير إليه بأن يرحل عنها فرحل عنها، ثم أن الملك الكامل فى هذه السنة قبض على جماعة من الأمراء مماليك أبيه الذين توهم منهم أنهم كاتبوا المعظم، من جملتهم: فخر الدين الطنبا (١)، وفخر الدين الفيومى وكان أمير جنداره (٢) وعشرة أمراء من البحرية العادلية، واعتقلهم وأخذ جميع أموالهم وموجودهم (٣).

وفى تاريخ ابن كثير (٤): ولما تحقق الملك الكامل اعتضاد (٥) أخيه المعظم بجلال الدين خوارزم شاه خاف من ذلك، وكاتب الأنبرور ملك الإفرنج فى أن يقدم إلى عكا ليشغل سر أخيه المعظم عما هو فيه، ووعد الأنبرور بأن يعطيه القدس، فسار الأنبرور إلى عكا، وبلغ المعظم ذلك فكاتب أخاه الأشرف واستعطف خاطره.

وقال ابن كثير (٦): وقدم رسول الأنبرور عليه اللعنة إلى المعظم يطلب منه ما كان فتحه السلطان صلاح الدين يوسف من بلاد السواحل، فأغلظ له المعظم فى الجواب وقال: قل لصاحبك ما عندى إلا السيف.

وقال أبو شامة (٧): قدم رسول الأنبرور ملك الإفرنج البحرية على المعظم بعد اجتماعه بالكامل يطلب منه البلاد التى فتحها عمه صلاح الدين، فأغلظ له، وقال: قل لصاحبك ما أنا مثل الغير (٨)، ماله عندى سوى السيف.


(١) "الطينا" فى الأصل، والصحيح ما أثبتناه من نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ١٤١.
(٢) أميرجندار: هو الأمر الذى يستأذن على دخول الأمراء للخدمة السلطانية ويدخل أمامه إلى الديوان.
صبح الأعشى، ج ٤، ص ٢٠؛ العصر المماليكى، ص ٤٠٤.
(٣) وردت هذه الأحداث فى نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ١٤٠ - ص ١٤١.
(٤) بالبحث، لم نجد هذا الحدث فى ابن كثير وإنما وجدناه فى مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٠٦ - ص ٢٠٧؛ المختصر فى أخبار البشر، ج ٣، ص ١٣٧ - ص ١٣٨.
(٥) "اعتقاد" فى الأصل، والصحيح ما أثبتناه من المختصر فى أخبار البشر، ج ٣، ص ١٣٧.
(٦) البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٢٦.
(٧) الذيل على الروضتين، ص ١٥١.
(٨) "العزيز" فى الذيل على الروضتين، ص ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>