للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَضْحَى بِكَ النِّيلُ مَحْجُوجًا وَمُعْتَمِرَا … كَأَنَّمَا حَلَّ فِيهِ الحِلُّ وَالْحَرمُ

إلى أن قال:

وَالنَّاصِرُ ابْنُكَ كَافِي كُلِّ مُعضلةٍ … إِذا الْحَوَادِثُ لَمْ تُكْشفْ لَهَا غُمَمُ (١)

الثالث في سيرته: وكان شجاعًا باسلًا أمينا خيرًا محسنًا ناصحًا، عظيمًا في أنفس الناس بالخير والدين وحسن السياسة، وكان لا يأتي أحد من أهل العلم والدين "إلا حمل إليه المال والضيافة الجليلة، وكان لا يسمع بأحد من أهل الدين" (٢) في مدينته إلا أنفذ إليه. وقد ذكره العماد الكاتب، وذكر من دينه وعفته، ووفور أمانته وكثرة خيره أشياء كثيرة حسنة.

قال ابن خلكان (٣): وكان نجم الدين رجلًا مباركًا كثير الصلاح، مائلًا إلى الخير، حسن النية، جميل الطوية، وظهرت ثمرة بركته في أولاده، وله خانقاه بدمشق تعرف بالنجمية (٤)، وخانقاه بالديار المصرية، ومسجد، وقناة خارج باب النصر من القاهرة، وخانقاه أخرى لطيفة ببعلبك، بناها حين كان نائبًا بها عن عماد الدين زنكي.

وفي المرآة: (٥) وكان نجم الدين رجلًا عاقلًا حازمًا شجاعًا حليمًا جوادًا، عاطفًا على الفقراء والمساكين، محبًا للصالحين، قليل الكلام جدًا، لا يتكلم إلا عن ضرورة. ولما قدم مصر سأله ولده صلاح الدين أن يكون هو السلطان، فقال: أنت أولى، وكان يلعب بالأكرة (٦) دائمًا.

وقال القاضي ابن شداد (٧): كان شديد الركض بالخيل، يلعب بالأكرة، ومن يراه يلعب بها يقول: ما يموت إلا من وقوعه عن ظهر الفرس.


(١) انظر: الروضتين؛ ج ١ ق ٢، ص ٥٤٠؛ وبالرجوع إلى النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية لعمارة اليمنى، لم ترد هذه الأبيات الخاصة بالمديح.
(٢) ما بين الأقواس ساقط من نسخه ب.
(٣) وفيات الأعيان، ج ١، ص ٢٦١.
(٤) الخانقاه النجمية بدمشق، بنواحي باب البريد، وقد اندرست ولم يبق لها أثر. الدارس، ج ٢، ص ١٧٤، حاشية ٢.
(٥) مرآة الزمان، ج ٨، ص ١٨٤.
(٦) اللعب بالأكرة: هي من ألعاب الفروسية وكان يقام لها احتفال خاص يخرج إليه السلطان في موكب رسمي ويشترك فيها الأمراء ومن أدواتها الجوكان أو الصولجان وهو المحجن الذي يضرب به الكرة، وهو عصا مدهونة برأسها خشبه معقوفة. انظر: صبح الأعشي، ج ٤، ص ٤٧؛ ج ٥، ص ٤٥٨.
(٧) النوادر السلطانية، ص ٤٦؛ مرآة الزمان، ج ٨، ص ١٨٤ - ١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>