للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والملك الكامل بالرقة، فخرج من دمشق وجاء إلى الرقة، وكتب صاحب الروم السلطان علاء الدين كيقباد إلى الملك الأشرف يقول: هذا يستولي على البلاد، والمصلحة أن تجئ إلى عندى، فعندى المال والرجال. فشاور الكامل، فقال: مصلحة. وقطع الكامل الفرات إلى ناحية مصر في سبعة آلاف مقاتل، وليس له عدو، وسار الأشرف إلى حران في سبع مائة فارس، فأقام بحران، وكتب إلى حلب والموصل والجزيرة، فجاءته العساكر فرحل يريد الروم ومعه من المقدمين أخواه شهاب الدين غازي، والعزيز عثمان، والجواد، وشمس (١) الدين صواب، والأمراء، واجتمع الأشرف بصاحب الروم، وكان اجتماعهما بمدينة سيواس (٢). وفي تاريخ ابن كثير (٣): أرسل صاحب الروم إلى الأشرف يستحثه على القدوم عليه ولو جريدة وحده، فقدم الأشرف في طائفة كثيرة من عسكر دمشق إلى كيقباذ واجتمع به، وانضاف إليهما عسكر بلاد الجزيرة ومن بقي من عسكر أخلاط، فكانوا خمسة آلاف مقاتل، معهم العدة الكاملة والخيول الهائلة.

وفي تاريخ بيبرس: وكان ركن الدين جهان شاه صاحب أرزن الروم، وهو ابن عم السلطان علاء الدين كيقباذ بن كيخسرو بن قليج أرسلان السلجوقي صاحب بلاد الروم قد انتمى إلى جلال الدين ودخل في طاعته، وحضر معه في حصار أخلاط وفتحها، وكانت بينه وبين ابن عمه علاء الدين كيقباذ عداوة مستحكمة، فخاف علاء الدين أن يقصد جلال الدين بلاده ويأخذها منه، ويملكها لابن عمه ركن الدين، فاستنجد بالملكين الكامل والأشرف، فجمع الملك الأشرف عساكر الشام والجزيرة، وسار بنفسه إلى سيواس واجتمع بالسلطان علاء الدين كيقباذ، وسارا معا إلى جهة خلاط، ولم يكن جلال الدين استولى على شيء من معاقلها، واجتمعت العساكر


(١) شمس الدين صواب: هو الطواشي والخادم العائلي، مقدم جيش الكامل، وأحد من يضرب به المثل في الشجاعة، وكان له من جملة المماليك مائة خادم، فيهم جماعة من الأمراء، توفي بحران في رمضان سنة ٦٣٢ هـ، وكان نائبا للكامل عليها.
انظر: مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤٥٩، الشذرات، ج ٥، ص ١٤٩.
(٢) سيواسي: بلدة كبيرة مشهورة وبها قلعة صغيرة، والطريق بين سيواس وقيسارية ستون ميلا، وفي شرقيها مدينة أرزن الروم.
انظر: تقويم البلدان، أبو الفداء، ص ٣٨٤ - ص ٣٨٥ - دار صادر بيروت. طبع في مدينة باريس - دار الطباعة السلطانية - ١٨٤٠ مسيحية.
(٣) البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٣٦؛ وانظر أيضا الكامل، ج ١٢، ص ٤٩٠؛ مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>