للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشامية بعسكر دمشق وعسكر حمص ومقدمه الملك المنصور ابراهيم (١) بن الملك المجاهد أسد الدين شيركوه، سيره أبوه مقدما على عسكره، وبعض عسكر حماه، وبعض عسكر حلب، وعسكر الشرق، وعساكر الروم، وكان مقدم عسكر حلب الأمير عز الدين (٢) بن مُجَليّ، وبلغ ذلك جلال الدين خوارزم شاه، فسار إليهم، فوقع في طريقه بسبعة آلاف من الروم، جاؤا نجدة لصاحب الروم، وقد نزلوا في مرج يستريحون فقتلهم (٣).

قال السبط (٤): وحكى لى الأمير عماد الدين (٥) بن موسك (رحمه الله) وكان مع العسكر، فقال: لما وصلنا إلى الروم خرج عسكر أرزنجان نجدة لنا، وكانوا في اثني عشر ألفا، فنزلوا في مرج، ورموا سلاحهم وسيبوا دوابهم ترعى، ولم يعلموا بمسير جلال الدين، فمر بهم في طريقهم فقتلهم وأسرهم، ولم يفلت منهم إلا اليسير، وكان ذلك في الخامس والعشرين من رمضان، نهار الأربعاء، فضعفت قلوب العساكر وخافوا، وأقمنا مكاننا إلى عشية الخميس، فوصل الجاسوس، وأخبر أن العدو يصبحنا يوم الجمعة، فرتبنا الأطلاب (٦)، الحاشية في الأول، ثم بعدهم العرب، وبعدهم الحلبيون، ثم صوابٌ، ثم الجواد، ثم العزيز، ثم شهاب الدين، ثم تبعتهم الأطلاب؛ أطلاب الروم، وصاحب الروم في الطلب الخاص، وكنا في أرض وعرة فخرجنا إلى وطأة، وإذا بطلائع


(١) الملك المنصور ناصر الدين ابراهيم بن الملك المجاهد أسد الدين شيركوه: صاحب حمص مرض بدمشق بستان الملك الأشرف بالنيرب، ومات في حادي عشر صفر سنة ٦٤٤ هـ، وكان شجاعا مقدامًا.
انظر: البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٨٤؛ الشذرات، ج ٥، ص ٢٢٩.
(٢) الأمير عز الدين بن مجلي: هو الأمير عز الدين عمر بن علي بن مجلي، وهو من الأكراد الهكارية، ومن الشجاعة في الدرجة العالية، وله من الأوصاف الجميلة، والأخلاق الكريمة.
انظر: الكامل، ج ١٢، ص ٤٩٠.
(٣) وردت هذا الأحداث بتصرف في الكامل، ج ١٢، ص ٤٨٩ - ص ٤٩١؛ مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٩٧ - ص ٢٩٩؛ المختصر، ج ٣، ص ١٤٦.
(٤) مرآة الزمان، ج ٤، ص ٤٣٦ - ص ٤٣٧؛ وانظر أيضا: مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٩٧ ص ٢٩٩؛ المختصر، ج ٨، ص ٥٠٨.
(٥) عماد الدين بن موسك: هو الأمير عماد الدين داود بن موسك بن جكر، توفي بالكرك، وكان جامعا لمكارم الأخلاق، ودفن عند قبر جعفر والشهداء بحوته.
انظر: الذيل على الروضتين، ص ١٧٩؛ المختصر، ج ٣، ص ١٧٦؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٨٣ - ص ١٨٤؛ مرآة الزمان، ج ٨، ص ٥٠٨.
(٦) الأطلاب: جمع طلب وهي وحدات صغيرة قد تبلغ أربعمائة يرأسها أمراء يعملون في وظائف البلاط أو الدولة وقد ظهرت هذه الوظيفة أيام صلاح الدين الأيوبي، والطلب في لغة الغز هو أمير له لواء وبوق ومائتي فارس إلى مائة إلى سبعين.
انظر: القلقشندي، مصطلحات صبح الأعشي، ج ١٥، ص ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>