للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموصلي، الذي قدم به فولاه قاضي القضاة بدمشق، فأصلح أموره، وفتح المشاهد الأربعة، وقد كانت حواصل الجامع بها من حين احترق في سنة إحدى وستين وأربع مائة، وأضاف إلى أوقاف الجامع الأوقاف التي لا يعرف (١) واقفوها، ولا يعرف (١) شروطهم فيها، وجعلها قلما واحدا، وسمي مال المصالح، ورتب عليه ذوي الحاجات والفقراء والمساكين والأرامل والأيتام وما أشبه ذلك.

وأحاط السور على حارة اليهود، وكان خرابا، وأغلق باب كيسان، وفتح باب الفرج، ولم يكن هناك قبله باب بالكلية. وحكى الشيخ شهاب الدين: أن نور الدين وقف بستان الميدان سوى الغيط الذي قبليه نصفه على "تطييب" (٢) جامع دمشق، والنصف الآخر يقسم على أحد عشر جزءًا، جزءان منها على تطييب المدرسة التي أنشأها للحنفية، والتسعة الأجزاء الباقية على تطييب المساجد التسعة (٣)؛ وهي: جامع الصالحية بجبل قاسيون، وجامع القلعة، ومسجد عطية، ومسجد ابن لبيد بالفسقار (٤)، ومسجد الرماحين المعلق، والمسجد العباسي بالصاغة، ومسجد دار البطيخ المعلق، والمسجد الذي جدده نور الدين بجوار بيعة اليهود، لكل من هذه المساجد جزء من أحد عشر جزءا من النصف.

الثامن في فتوحاته وبلاده:

قال النويري: وكان قد اتسع ملكهـ جدًا، وخطب له بالحرمين ومصر والشام وحلب وديار بكر والجزيرة، وكذلك باليمن لما ملكها الملك المعظم توران شاه بن أيوب بن شاذي، وطبق ذكره الأرض بحسن سيرته وعدله وكرمه وصدقاته. وتصدق في شهر واحد بثلاثين ألف دينار، وقسم في يوم واحد مائتي ألف دينار، خلاف الدواب والسلاح والخيام. وكان يحضر أماثل البلد عنده، ويعطيهم الذهب، ويقول: تصدقوا به على من تعرفونه في جواركم من الأرامل والأيتام (٥).


(١) "تعرف" في نسخة ب.
(٢) "تطبيب" في الروضتين، ج ١ ق ١، ص ٤١. والمثبت أولى لمقصود أبي شامة حيث ذكر أنه: "يبتاع بذلك عود وطيب".
(٣) عدد المساجد ثمانية وليست تسعة كما ذكرها العيني.
(٤) "العسقار" في نسخة ب. وهو خطأ. ويوجد في دمشق سوق يسمى سوق الفسقار. انظر: الدارس، ج ٢، ص ٣٠٥.
(٥) انظر: مرآة الزمان، ج ٨، ص ١٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>