للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتب إلى كمال الدين الشهرزوري والأمراء يقول لهم: لو كان نور الدين يعلم أن فيكم من يقوم مقامي أو يثق إليه ثقته إلىَّ السلم إليه مصر، التي هي أعظم ممالكهـ وولاياته، ولو لم يعجل إليه الموت، لم يعهد إلى أحد بتربية ولده (١) والقيام بخدمته غيري، وأراكم قد تفردتم بمولاي وابن مولاي دوني، وسوف أصل إلى خدمته، وأجازي إنعام والده بخدمة يظهر أثرها [له] (٢)، وأجازي كلا منكم بسوء صنيعه في ترك الذب عن بلاده (٣).

وتمسك ابن المقدم وجماعة من الأمراء بالملك الصالح، ولم (٤) يرسلوه إلى حلب؛ خوفا أن يغلب عليهم شمس الدين علي بن الداية، فإنه كان أكبر الأمراء النورية، وإنما منعه من الاتصال بخدمته مرض لحقه. وكان هو و [أخوته] (٥) بحلب، وأمرها إليهم، وعساكرها معهم في حياة نور الدين وبعده، ولما عجز عن الحركة أرسل إلى الملك الصالح يدعوه إلى حلب؛ ليمنع به البلاد الجزرية من سيف الدين ابن عمه، فلم يمكِّنه الأمراء الذين معه من الانتقال إلى حلب.

وفي المرآة: (٦) وكان الصالح لم يبلغ الحلم، فأجلسوه مكان أبيه، وحضر القاضي كمال الدين بن الشهرزوري، وشمس الدين بن المقدم، وجمال الدولة، وريحان وهو أكبر الخدم، والعدل أبو صالح بن العجمي أمين (٧) الأعمال، والشيخ إسماعيل خازن بيت المال، وتحالفوا أن تكون أيديهم واحدة، وأن شمس الدين "بن" (٨) المقدم إليه تقدمة العساكر وتربية الملك الصالح. ووصل كتاب صلاح الدين من إنشاء الفاضل (٩) إلى دمشق وفيه: "أدام الله أيام مولانا الملك الصالح، ورفع قدره، وأعظم أجر المملوك في مولانا السلطان الملك العادل". وآخره: "أصدر خدمته هذه يوم الجمعة رابع عشر ذي


(١) "بتربيته لولده" كذا في نسخة ب.
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من أ، ومثبت في ب.
(٣) لمعرفة المزيد عن هذا الحدث انظر: النوادر السلطانية، ص ٥٠.
(٤) "لم" مكرره في نسخه ب.
(٥) "أخوه" في نسختى المخطوطة أ، ب. والمثبت بين الحاصرتين من الكامل، ج ١٠، ص ٥٨، وهي الأقرب إلى سياق النص.
(٦) انظر: مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٠٤.
(٧) "أمير" في نسختى المخطوطة أ، ب. والمثبت من مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٠٤ حيث ينقل العينى عنه.
(٨) ما بين الأقواس ساقط من مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٠٤.
(٩) هو أبو علي عبد الرحيم بن القاضي الأشرف بهاء الدين أبي المجد علي بن القاضي السعيد … اللخمي العسقلاني ولد بعسقلان … عرف باسم القاضي الفاضل ولقب مجير الدين وزر للسلطان الملك الناصر صلاح الدين توفي بالقاهرة سنة ٦٤٣ هـ/ ١٢٤٥ م. وفيات الأعيان، ج ٣، ص ١٥٨ - ١٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>