للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القعدة، وفيه أقيمت الخطبة بالاسم الكريم، وصرح بذكره في الموسم العظيم، والجمع الذي لا لغو فيه ولا تأثيم (١)، والله تعالى يخلد ملك مولانا الملك الصالح ويصلح به وعلى يديه، ويديم النعمة (٢) عليه". وذكر فصولا تتعلق بالتهنئة والتعزية. وقال العماد (٣): أخرجوا يوم وفاة نور الدين ولده الملك الصالح إسماعيل، وقد أبدى الحزن والعويل، وهو مجزوز الذوائب، مشقوق الجيب، حاسر حاف مما فجأه وفجعه من الريب، وأجلسوه في الإيوان الشمالي من الدست والتخت الباقي من عهد تاج الدولة تتش، فاستوحي كل قلب حزنه، فاستوحش. وبعد أن تحالفوا له أنشأ العماد كتابا عن الملك الصالح إلى صلاح الدين في تعزيته بنور الدين، ترجمته: "إسماعيل بن محمود" وفيه:

"أطال الله بقاء سيدنا الملك الناصر، وعَظَّمَ أجرنا وأجره في والدنا الملك العادل، ندبُ الشام بل الإسلام، حافظ ثغوره، وملاحظ أموره، مقتنى فضيلته، ومؤدي فريضته، ومحيى سنته. وأورثنا بالاستحقاق ملكهـ وسريره، على أنه يعزّ أن يرى الزمان نظيره. وما هاهُنا ما يشغل السر، ويقسم الفكر، إلا أمر الفرنج خذلهم الله، وما كان اعتماد مولانا الملك العادل "عليه" (٤) وسكونه إليه إلا لمثل هذا الحادث [الجلل] (٥)، والصرف الكارث المذهل، فقد ادخره لكفايات النّوائب، وأعده لحسم أدواء المعضلات اللوازب، وأمَّله ليومه ولغده، ورجاه لنفسه ولولده، ومكنه قوة لعضده. فما فقد رحمه الله إلا صورة والمعني باق، والله تعالي [حافظٌ] (٦) لبيته واق، وهل غيره، دام سموه، من مؤازر، وهل سوى السيد الأجل الناصر من ناصر (٧). وفي تاريخ ابن كثير (٨): لما مات نور الدين وتولي ابنه المذكور اختلفت الأمراء، [وحادت] (٩) الآراء، وظهرت الشرور، وكثرت الخمور، وانتشرت الفواحش، حتى أن ابن أخيه سيف الدين غازي بن قطب الدين مودود -


(١) في مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٠٤ جملة زائدة مضطربة نصها "وأسد الملوك اسمه في الخدمة ووفي بما لزمه من حقوق الخدمة وجمع كلمة الإسلام لعلمه أن الجماعة رحمة".
(٢) "النعما" في مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٠٤ والمثبت أولى.
(٣) ورد هذا الخبر في الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٨٥ - ٥٨٦ نقلُا عن العماد؛ انظره أيضا في مفرج الكروب ج ٢، ص ١.
(٤) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ب.
(٥) "الجليل" في نسختى المخطوطة أ، ب. والمثبت هو الصحيح من الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٨٦.
(٦) "حافظه" في نسختى المخطوطة أ، ب، والمثبت من الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٨٦ حيث ينقل العيني عنه.
(٧) انظر: الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٨٦ نقلًا عن العماد.
(٨) البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٠٥.
(٩) "حارت" في نسخة أ، والمثبت من نسخه ب؛ البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٠٥ حيث ينقل العينى عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>