للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد مَلَّكَتْه العَوالي رِقَّ مملكةٍ … تُعيرُ أنفَ الثُريّا عِزَّة الشَّمَمِ

أرى مَقامًا عَظِيمَ الشَّأْن أَوهَمَنِى … في يقظتي أنها من جُملَةِ الحُلُمِ

يومٌ من العُمْرِ لم يخْطُرْ على أمَلي (١) … ولا ترقَّت إليه رَغْبَةُ الهِمَمِ

ليتَ الكواكبَ تدنوُ لى فأنظُمُها … عقوُدَ مَدْحٍ فما أرضَى لكُمْ كلِمي

تَرى الوزارةَ فيه وهي بَاذِلةٌ … عندَ الخلافة نُصْحًا غيرَ مُتَّهَمِ

عواطفٌ علَّمَتْنا (٢) أنَّ بَيْنهُما … قَرابةً من جَمِيل الرأْي لا الرَّحِمِ

خليفةٌ ووزيرٌ مَدَّ عَدْلُهُما … ظِلَّا على مَفْرِق الإسْلام والأُممِ

زيادَةُ النيلِ نقْصٌ عند فَيْضِهِما (٣) … فَمَا عسَى نتعاطَى منّةَ الدِّيَمِ

فاسْتَحْسَنا قصيدته، وأجْزلا صِلَته.

قال عمارة (٤): لما دخلتُ مِصرَ، وحضرتُ للسلام على الخليفة، والوزير في قاعة الذهب من قصر الخليفة، أنشدتهما هذه القصيدة (٥)، والصالح يستعيدها في حالة الإنشاد مرارًا، فاستحسنها الأستاذون والأمراء والكبراء، ثم أُفيضت علىَّ خلع من ثياب الخليفة (٦) مُذهبة، ودفع إلىَّ الصالح خمسمائة دينار، وإذا بعض الأستاذين قد خرج لي من عند السيدة [الشريفة] (٧) بنت الإمام الحافظ بخمسمائة دينار أخرى، وحمل المال معي إلى المنزل، وأطلقت لي من دار الضيافة رسوم لم تطلق لأحد [من] (٨) قبلي، وتهادتنى أمراء الدولة إلى منازلهم للولائم، فاستحضرني الصالح للمجالسة، ونظمني في سلك أهل المؤانسة، [وانثالت علىّ صلاته وغمرني برّه] (٩)، ووجدت بحضرته من أعيان أهل الأدب الشيخ الجليس أبا المعالي بن الحباب، والموفق أبا الحجاج يوسف بن الخلال صاحب ديوان الإنشاءِ، وأبا الفتح محمود بن قادوس، والمهذب أبا محمد الحسن بن الزبير وغيرهم.


(١) "أمل" في نسختى المخطوطة أ، ب. والمثبت من وفيات الأعيان، ج ٣، ص ٤٣٣.
(٢) "أعلمتنا" في نسختي المخطوطة أ، ب، والمثبت من وفيات الأعيان، ج ٣، ص ٤٣٣.
(٣) "قبضهما" في وفيات الأعيان، ج ٣، ص ٤٣٣.
(٤) انظر: النكت العصرية، ص ٣٢ - ٣٤ حيث ورد النص مع اختلاف طفيف في الألفاظ.
(٥) أورد عمارة القصيدة السابقة في هذا الموضع.
(٦) "الخلافة" في النكت العصرية.
(٧) ما بين الحاصرتين إضافة من النكت العصرية، ص ٣٤.
(٨) ما بين الحاصرتين إضافة من النكت العصرية، ص ٣٤.
(٩) ما بين الحاصرتين إضافة من النكت العصرية، ص ٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>