للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والكنز المذكور من قبيلة ربيعة (١)، وكان مسكنهم بجزيرة العرب، ومستقرهم منها باليمامة، وانتقلوا إلى مصر من أيام المتوكل العباسي (٢)، فسكنوا بيوت الشعر في صحارى هذه الأعمال. وكانت البجاة (٣) تشن الغارات في كل وقت، فمنعوهم من ذلك، ثم تزوجوا عندهم، وظفروا معدن الذهب بالعلاقي (٤)، فتمولوا.

وفي تاريخ ابن كثير (٥): ومما عوق الملك الناصر صلاح الدين عن الشام رجل يعرف بالكنز، وسماه بعضهم عباس بن شادى، وكان من مقدمي الديار المصرية، ومن الدولة الفاطمية، وكان قد [انتزح] (٦) إلى أسوان، وجمع عليه خلقا من الرعاع من الحاضرة والعربان، وزعم لهم أنه سيعيدُ الدولة [الفاطمية] (٧)، ويدحض الدولة [الأتابكية] (٨) التركية، ثم ذكر قريبا مما ذكرناه.

وقال ابن أبي طي (٩): خرج بقرية من قرى الصعيد يقال لها طود (١٠) رجل يعرف بعباس بن شادي (١١)، وثار في بلاد قوص ونهبها وخربها، وأخذ أموال الناس، واتصل ذلك بالملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب، وكان السلطان استنابه بمصر، فجمع له العساكر وأوقع به، وبدد شمله، ثم قصد بعده كنز الدولة الوالى بأسوان، وكان قصد بلد طُود، فقتل أكثر عسكره وهرب، فأدركه بعض أصحاب الملك العادل فقتله.


(١) بنو ربيعة: هم بطن من طى من القحطانية مساكنهم البلاد الشامية. انظر: نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، ص ١٠٠ - ١٠٣.
(٢) المتوكل العباسي: هو أبو الفضل جعفر بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي توفي سنة ٢٤٧ هـ/ ٨٦١ م. وفيات الأعيان، ج ١، ص ٣٥٠ - ٣٥٦.
(٣) البُجّاة: البجة بضم الباء الموحدة وفتح الجيم وألف في الآخر، وهم من أصفى السودان لونًا، وهم مسلمون ونصاري وأصحاب أوثان، وموطنهم في جنوب صعيد مصر مما يلي الشرق فيما بين بحر القلزم وبين نهر النيل على الغرب من الديار المصرية وقاعدتهم سواكن. صبح الأعشي، ج ٥، ص ٢٧٣ - ٢٧٤.
(٤) العلاقي: وادي العلاقي في بلاد البجة في جنوبي أرض مصر به معدن التبر. انظر: معجم البلدان، ج ٣، ص ٧١٠.
(٥) البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٠٨.
(٦) "انتزع" في نسخة أ، وهو خطأ، والمثبت من نسخة ب.
(٧) ما بين الحاصرتين إضافة من ابن كثير الذي ينقل عنه العيني، البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٠٨.
(٨) ما بين الحاصرتين إضافة من البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٠٨.
(٩) انظر قول ابن أبي طى في الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٦٠١ - ٦٠٢.
(١٠) الطود: بليدة بالصعيد الأعلى فوق قوص ودون أسوان لها مناظر وبساتين، أنشأها الأمير درباس الكردي المعروف بالأحول في أيام الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب. معجم البلدان، ج ٣، ص ٥٥٦.
(١١) عباس بن شادي: من مقدمي الديار المصرية والدولة الفاطمية استند إلى بلد يقال له أسوان وقيل إنه تولى حكم أسوان في أول أيام صلاح الدين. أنظر: البداية والنهاية، ج ١١ ص ٢٨٨، الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٦٠١ - ٦٠٢؛ النوادر السلطانية، ص ٤٧ - ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>