للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشغرا إلى معاملة حلب، فالتف عليه كل مقطوع الذنب، وأضلّ (١) خلقًا من الفلاحين لا المفلحين، فتزوج امرأة أحبها، وكانت من أهل البطاح، فعلمها أن ادعت النبوة، فأشبها قصة مسيلمة وسجاح، لعنهما الله (٢).

ومنها أن الشمس كسفت وقت طلوعها يوم الثلاثاء الثامن (٣) والعشرين من ربيع الآخر، فبقيت كذلك إلى ضحوة عالية.

ومنها أن وزير الخليفة هرب، ونهبت داره.

ومنها أن سيف الدين غازي صاحب الموصل استوزر جلال الدين أبا الحسن علي (٤) ابن جمال الدين الوزير الأصبهاني (٥) فظهر منه من الكفاية والنهضة وحسن التدبير والكفاءة ما لم يكن من غيره، وكان عمره خمسًا وعشرين سنة (٦).

ومنها أن ابن الجوزي قال: في هذه السنة انتهى تفسيري للقرآن (٧) على المنبر، فإني كنت أذكر في كل مجلس منه آيات، ففرغت منه في هذه السنة، وسجد على المنبر شكرا لله تعالي وقال: ما عرفت واعظًا غيري فسر القرآن كله على المنبر إلا أنا.

قلت: وكان شيخي أبو الروح عيسى الرمادي -رحمه الله- قد فسر القرآن على المنبر في عينتاب مرتين كاملتين، وفي المرة الثالثة لما وصل إلى سورة {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (٨)} أدركته المنية.


(١) "واختل" في نسخة ب.
(٢) ورد هذا النص في البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣١١.
(٣) "الثاني" في نسخة ب.
(٤) جلال الدين أبو الحسن علي، تولى الوزارة لسيف الدين غازي بن قطب الدين مودود، وتوفي عام ٥٧٤ هـ/ ١١٧٨ م، ودفن أولًا بالموصل ثم نقلت رفاته إلى المدينة المنورة. وفيات الأعيان، ج ٥، ص ١٤٦ - ١٤٧؛ التاريخ الباهر، ص ١٧٧.
(٥) جمال الدين الوزير الأصفهاني: هو جمال الدين أبو جعفر محمد بن على الأصفهاني وزير صاحب الموصل أتابك زنكي، وقد وزر أيضًا لسيف الدين غازي ثم لأخيه قطب الدين مدة، ثم قبض عليه وحبسه حتى مات عام ٥٥٨ هـ/ ١١٦٢ م وقيل عام ٥٥٩ هـ/ ١١٦٣ م. انظر: وفيات الأعيان، ج ٥، ص ١٤٣ - ١٤٦؛ شذرات الذهب، ج ٤، ص ١٨٥؛ التاريخ الباهر، ص ١٢٧، ١٣٠.
(٦) ورد هذا النص في التاريخ الباهر بتصرف، ص ١٧٧.
(٧) "القرآن" في نسخة ب؛ انظر المنتظم، ج ١٨، ص ٢١٣.
(٨) سورة البروج: آية (١).

<<  <  ج: ص:  >  >>