للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ياسر حلف أنه ما كتبه، ولا يعرفه، ولا أملاه لأحد، ولم يعلم خبره. فلم يصدقه شمس الدولة، وأمر به فقتل صبرا بين يديه، فهاب شمس الدولة مُلوكُ اليمن وحملوا إليه الأموال وحلفوا له على الطاعة.

ثم إن شمس الدولة خرج إلى تهامة (١) وتوجه إلى الشام واستخلف على تهامة سيف الدولة مبارك بن كامل بن منقذ، وعثمان بن على الزنجيلي علي عدن، وتوجه إلى حضرموت ففتحها، واستناب عنه بها رجلًا كرديًا يسمى هرون، واستمر الكردي بها مدة.

ثم إن صاحب حضرموت تحرك وجمع، فقتل، وعاث هرون في تلك البلاد، واستقام أمره. وولي شمس الدولة ثغر تعز (٢) مملوكه ياقوت وجعل إليه أمر الجند، وولي قلعة [تعكر] (٣) مملوكهـ قايماز.

قال صاحب تاريخ الدولتين (٤): وكان وصول شمس الدولة إلى السلطان قبل وقعة المواصلة وكسرتهم، وكان شمس الدولة هو سبب الظفر، وأعطاه السلطان سرادق سيف الدين صاحب الموصل بما كان فيه من الفرش والأثاث والآلات، وولاه دمشق وأعمالها والشام، وأمره أن يكون في وجه الفرنج لأن السلطان خاف من الحلبيين أن يكاتبوا الفرنج على عادتهم.

ومنها أن تقي الدين عمر ابن أخي السلطان أنفذ مملوكهـ بهاء الدين قراقرش في جيش إلى بلاد المغرب، ففتح بلادًا كثيرة هناك، وغنم أموالًا جزيلة، ثم عاد إلى مصر، وطابت له، وترك تلك البلاد (٥).


(١) تهامة: تقع من الناحية الجنوبية من الحجاز، وعرفت بتهامة لشدة حرها وركود ريحها. انظر: معجم البلدان، ج ١، ص ٦٠٣؛ تقويم البلدان، ص ٧٨.
(٢) تعز: قلعة مشهورة من قلاع اليمن العظيمة، معجم البلدان، ج ١، ص ٨٥٤.
(٣) "بعكر" كذا في نسختى المخطوطة أ، ب، والمثبت بين الحاصرتين من معجم البلدان، ج ١، ص ٨٥٥؛ الهمذاني: صفة جزيرة العرب، ص ١٢٥، طبعة مصر ١٩٥٣. وتعكر: قلعة حصينة باليمن من مخلاف جعفر مطلة على ذي جَبْلَة ليس باليمن قلعة أحصن منها.
(٤) الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٦٦٥.
(٥) انظر: البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>