للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسعد بن بلدرك (١) أبو أحمد الجبريلي؛ سمع الحديث، وكان شيخًا ظريفا حسن الذاكرة، جيد البادرة، سريع المبادرة، توفي في هذه السنة عن مائة سنة وأربع سنين.

محمد بن نسيم بن عبد الله أبو عبد الله الخياط؛ عتيق الرئيس أبو الفضل بن [عبسون] (٢)، سمع الحديث، وقارب الثمانين، سقط من درجة، فمات، رحمه الله.

أبو الحسن علي، الملقب جلال الدين (٣) بن أبي جعفر محمد، الملقب جمال الدين بن على بن منصور، وكان جمال الدين هذا وزير صاحب الموصل. وقد ذكرنا ترجمته في سنة تسع (٤) وخمسين وخمسمائة. وأما جلال الدين أبو الحسن هذا فهو ابن جمال الدين، كان من الأدباء والفضلاء البلغاء الكرماء، وله ديوان رسائل أجاد فيه، جمعه ابن الأثير الجزري صاحب "جامع الأصول"، وسماه "كتاب الجواهر واللآلئ من الإملاء المولوى الوزيرى الجلالي". وكان ابن الأثير في أول أمره كاتبا بين يديه، يملي رسائله وإنشاءه عليه، وقد أشار إلى ذلك في أول كتابه هذا، وبالغ في وصف جلال الدين المذكور، وفَضَّلَهُ على من تقدمه من الفصحاء، وكان جلال الدين وزير سيف الدين غازي بن قطب الدين [مودود (٥)] بن عماد الدين زنكي، وتوفي في هذه السنة بمدينة دنيسر، وحمل إلى الموصل، ثم نقل إلى المدينة النبوية -على ساكنها أفضل الصلاة والسلام- ودفن في تربة والده. ودُنَيْسَر بضم الدال المهملة وفتح النون وسكون الياء آخر الحروف، وفتح السين المهملة وفي آخره راء. وهي مدينة بالجزيرة الفراتية بين نصيبين ورأس عين، يطرقها التجار من جميع الجهات وهي مجمع (٦) الطرقات، ولهذا قيل لها دُنيسَر، وهو لفظ مركب عجمي، وأصله دُنْياسر، ومعناه رأس الدنيا، وعادة العجم في الأسماء المضافة أن يؤخروا المضاف عن المضاف إليه، وسَرْ بالعجمي "رأس" (٧).


(١) انظر ترجمته في البداية والنهاية، جـ ١٢، ص ٣٢١.
(٢) "ابن عبشون" في نسختى المخطوطة أ، ب. وما أثبتناه بين الحاصرتين من البداية والنهاية، جـ ١٢، ص ٣٢٢.
(٣) انظر ترجمته في وفيات الأعيان، جـ ٥، ص ١٤٣ - ١٤٧.
(٤) "سبع" في نسخة ب.
(٥) "ممدود" في نسختى المخطوطة أ، ب، والمثبت بين الحاصرتين من الباهر، ص ١٨٠؛ وفيات الأعيان، جـ ٤، ص ٤.
(٦) "ومجمع" في نسخة ب.
(٧) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>