للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حصن النَّقِير (١)، وسمع صلاح الدين بذلك فأسرع السير، فأدركه قبل أن ينقل ما فيه من ذخائر وأقوات فغنمها، وانتفع المسلمون بما غنموه، فأطلق ابن لاون من عنده من أسرى التركمان، وأعاد السبي والأموال.

وعاد صلاح الدين وتوجه إلى مصر ومعه الملك الظاهر غازي والملك العزيز ولداه، واستخلف على الشام ودمشق عز الدين فرخشاه بن شاهنشاه بن أخيه (٢).

ومنها أن في رجب قدمت رسل الخليفة الناصر لدين الله ومعهم خلع وهدايا إلى الملك الناصر صلاح الدين، فلبس السلطان خلع الخليفة بدمشق، وزينت له البلاد، وكان يوما مشهودًا (٣).

وفي المرآة (٤): وفيها وصل شيخ الشيوخ وصحبته رسول الخليفة إلى الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، ومعهما خلع وهدايا فلبس السلطان الخلع بدمشق، وزينت له المدينة، وكان يومًا مشهودا.

ومنها أن السلطان سار من الشام إلى الديار المصرية، لينظر في أحوالها وأمورها، ويصوم بها رمضان، ومن عزمه أن يحج عامه ذلك إلى بيت الله الحرام، واستناب علي الشام ابن أخيه عز الدين فرخشاه بن شاهنشاه بن أيوب. وكتب القاضي الفاضل عن الملك العادل أبي بكر نائب مصر إلى أهل اليمن ومكة؛ يعلمهم بعزم السلطان على الحج في هذا العام إلى المسجد الحرام، ليتأهبوا للملك، ويهتموا به. واستصحب السلطان معه صدر الدين أبا القاسم عبد الرحيم شيخ الشيوخ ببغداد، الذي قدم في الرسلية من جهة الخليفة؛ ليكون في خدمته إلى الديار المصرية، وفي صحبته إلى الحجاز الشريف، فدخل السلطان مصر، وتلقاه الجيش، وكان يوما مشهودا. وأما صدر الدين فإنه لم يقم بها إلا قليلا، حتى توجهه إلى الحجاز الشريف في البحر، فأدرك الصيام بالمسجد الحرام (٥).


(١) "قلعة شامخة تعرف بالمانقير" في الروضتين، ج ٢ ق ١، ص ٤٨. وبالرجوع إلى القواميس الجغرافية لم نعثر له على ذكر سواء تحت لفظ النقير أو المانقير.
(٢) ورد هذا النص بتصرف في الروضتين، جـ ٢ ق ١، ص ٥٩؛ النوادر السلطانية، ص ٥٤.
(٣) انظر: البداية والنهاية، جـ ١٢، ص ٣٢٧.
(٤) انظر: مرآة الزمان، جـ ١٢، ص ٢٢٩.
(٥) ورد هذا النص بتصرف في الروضتين، جـ ٢ ق ١، ص ٥٨: البداية والنهاية، جـ ١٢، ص ٣٢٧ - ٣٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>