للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاحبها إلى صلاح الدين، يطلب منه أن ينجده، "فسير رسولا فشفع فيه" (١)، فرحل صاحب ماردين عن البيرة.

ومنها (٢) أن المسلمين فتحوا الشقيف (٣) من الفرنج، وذلك أن الفرنج لما بلغهم مسير صلاح الدين من مصر إلى الشام، جمعوا له، وحشدوا الفارس والراجل، واجتمعوا بالكرك بالقرب من الطريق لعلهم يظفرون منه بفرصة، فخلت بلادهم من ناحية الشام، فسمع فرخشاه الخبر، فجمع عساكر الشام، ثم قصد بلاد الفرنج، وأغار عليها، ونهب دَبُّورِية (٤) وما جاورها من القرى، وأسر الرجال وسبي النساء وغنم الأموال، وفتح منهم الشقيف، وأرسل إلى صلاح الدين بالبشارة.

ومنها أن رباط المأمونية (٥) ببغداد فتحت في هذه السنة، [وكانت] (٦) دار سنقر المستنجدي (٧)، قُبض عليه وأخذ منه من العين مائة ألف دينار، ومن المتاع والخيل والأثاث ما قيمته أكثر من ذلك وعُملت رباطا للصوفية.

ومنها (٨) أنه كان بالمِزة (٩) خطيب يقال له العالم. زَوَّرَ على صلاح الدين خطًا بزيادة في جامكيته، ووقف عليه فرخشاه، فهَّم بالإيقاع به فهرب إلى القاهرة، واستجار بالسلطان فأجاره، وقال: ما أخيب قصدك. وكتب له توقيعا بما طلب.


(١) العبارة بين الأقوام بها لبس من العينى. ولإيضاح المقصود نذكر ما أورده ابن الأثير في الكامل، ج ١٠، ص ١٠٨: "ويُرَحّل العسكر المارداني عنه، ويكون هو في خدمته كما كان أبوه في خدمة نور الدين، فأجابه إلى ذلك، وأرسل رسولًا إلى صاحب ماردين يشفع فيه، ويطلب منه أن يرحل عسكره عنه، فلم يقبل شفاعته".
(٢) نقل العينى هذا النص بتصرف من الكامل، ج ١٠، ص ١١٠ - ١١١؛ الروضتين، ج ٢ ق ١، ص ٧١ - ٧٢.
(٣) الشقيف يقصد بها شقيف أرنون، وهي بين دمشق والساحل بالقرب من بانياس. انظر: معجم البلدان، ج ٣، ص ٣٠٩؛ تقويم البلدان، ص ٢٤٤ - ٢٤٥.
(٤) دَبُّوريّةُ: بليد قرب طبرية من أعمال الأردن. انظر: معجم البلدان، ج ٢، ص ٥٤٦.
(٥) المأمونية: منسوبة إلى المأمون أمير المؤمنين عبد الله بن هارون الرشيد، وهي محلة كبيرة طويلة عريضة ببغداد بين نهر المعلي وباب الأزج. انظر: معجم البلدان، ج ٤، ص ٣٩٨.
(٦) "كان" في نسختى المخطوطة أ، ب. والمثبت هو الصحيح.
(٧) "المستنجد" في مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٣٣.
(٨) ورد هذا الخبر في مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٣٣؛ الروضتين، ج ٢ ق ١، ص ٨٣.
(٩) المِزَّةُ: قرية كبيرة غناء في وسط بساتين دمشق، بينها وبين دمشق نصف فرسخ. أنظر: معجم البلدان، ج ٤، ص ٥٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>