للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يريدونه، وكانت مماليك شاهر من متفقين معه، فأول وصوله استولى على خلاط وملكها، وجلس على كرسي شاهر من، واستقر في ملكه حتى قتل في سنة تسع وثمانين وخمسمائة كما سنذكره إن شاء الله (١) تعالى.

تاج الملوك بوري بن أيوب، أخو السلطان صلاح الدين يوسف أيوب، وكنيته أبو سعيد، ولد في ذي الحجة سنة ست وخمسين وخمسمائة، وكان الله تعالى قد جمع فيه مكارم الأخلاق، ولطف طباع، وكرمًا وشجاعة، وفضلًا وفصاحة. وكان أديبًا شاعرًا مترسلًا. وله ديوان شعر ذكره العماد في الخريدة وأثنى عليه وأنشد مقطعات من شعره.

منها: في شهر رمضان:

رمضان بل مرضان إلا أنهم … غلطوا إذن في قولهم وأساؤا

مرضان فيه تخالف فنهاره … سيل (٢) وأما ليله استسقاء

وقال:

شربت من الفراتْ ونيل مصر … أحب إلىَّ من شط الفرات

ولي في مصر من أصبو إليه … ومن في قربه أبدًا حياتي

فقلت وقد ذكرت زمان وصلٍ … تمادي بعده روح الحياةِ

أرى ما أشتهيه يَفِرُّ منى … ومَنْ لا أشتهيه إلىَّ يأتي

وقال وقد بالغ:

يا غزالاً يميت طورًا ويحيى … وهو برء السقام سقم الصحيح

هذه المعجزات ليست لظبي … إنما هذه فعال المسيح (٣)

وقال ابن خلكان (٤): وكان بوري أصغر أولاد أبيه، كانت فيه فضيلة، وله ديوان شعر، فيه الغث والسمين، لكنه بالنسبة إلى مثله جيد.


(١) ورد هذا النص يتصرف في المختصر، ج ٢، ص ٦٧.
(٢) وردت هذه الأبيات في مراة الزمان، ج ٨، ص ٢٤١.
(٣) مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٤١ - ٢٤٢.
(٤) وفيات الأعيان، ج ١، ص ٢٩٠ - ص ٢٩١ ترجمة رقم ١٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>