للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ابن الصابوني] (١) أبو الثناء محمود بن أحمد بن على بن إسماعيل بن عبد الرحمن الملقب بجمال الدين المحمودي بن الصابوني (٢) لأن جد أبيه [الأمه] (٣) الشيخ أبا عثمان الصابوني كان أحد الأئمة المشاهير، وإنما يقال له المحمودي لصحبة جده للسلطان نور الدين محمود بن زنكي (٤). سار إلى مصر فنزلها، وكان السلطان صلاح الدين يكرمه وأوقف عليه وعلى ذريته أرضًا فهى لهم الآن. ذكر ابن كثير (٥) وفاته في هذه السنة، رحمه الله.

الأمير ناصر الدين محمد بن أسد الدين شيركوه، صاحب حمص والرحبة، وهو ابن عم السلطان صلاح الدين، وزوج اخته ست الشام بنت أيوب. توفي بحمص، نقلته زوجته ست الشام إلى تربتها بالمدرسة الشامية البرانية، فقبره هو الأوسط بينها وبين أخيها الملك المعظم تورانشاه صاحب اليمن. وقد خلف ناصر الدين محمد من الأموال والذخائر شيئًا كثيرًا ينيف على ألف ألف دينار، وكانت وفاته يوم عرفة فجأة.

وقال النويري (٦): وفي هذه السنة ليلة عيد الأضحى، شرب بحمص صاحبها ناصر الدين محمد بن شيركوه بن شاذى فأصبح ميتًا. قيل إن السلطان دَسَّ عليه من سقاه سمًا، لما بلغه مكاتبته أهل دمشق في مرضه، ولما مات أقر السلطان حمص وما كان بيد محمد على ولده شيركوه بن محمد بن شيركوه، وعمره اثنتا (٧) عشرة سنة. وخلّف ناصر الدين محمد شيئًا كثيرًا من الدواب والآلات وغيرها، فاستعرضها السلطان عند نزوله بحمص في عودته من حران، وأخذ أكثرها [٢٣] ولم يترك إلا ما لا خير فيه.


(١) ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل. والمثبت من الروضتين، ج ٢ ق ١، ص ٢٢١.
(٢) ابن الصابوني: هو محمود بن أحمد بن على بن أحمد بن على بن أحمد بن المحمودي، المعروف بابن الصابوني. الروضتين، ج ٢ ق ١، ص ٢٢١؛ البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٣٨.
(٣) ما بين الحاصرتين مثبت من الروضتين، ج ٢ ق ١، ص ٢٢١ للتوضيح.
(٤) هنا تضارب بين ما ورد في العيني الذي نقل عن ابن كثير، وبين ما ورد في الروضتين: "وكان جده صحب السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه ونسبته بالمحمودي إليه، ودخل ابن الصابوني هذا دمشق زمن الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي ..... أبو شامة: الروضتين، ج ٢ ق ١، ص ٢٢١.
(٥) البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٢٣٨؛ النجوم الزاهرة، ج ٩، ص ٩٩ - ص ١٠٠.
(٦) نقل العينى هذا النص بتصرف من نهاية الأرب، ج ٢٨، ص ٣٨٨، ص ٣٨٩؛ انظر أيضًا، الروضتين، ج ٢ ق ١، ص ٢١٧؛ النجوم الزاهرة، ج ٦، ص ٩٨.
(٧) اثني عشر كذا في الأصل والمثبت هو الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>