للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال النويري (١): ولما بعث السلطان ولده الملك العزيز صحبة العادل إلى مصر، استدعى تقي الدين من مصر، بسبب أن السلطان تغيَّر عليه في الباطن؛ فإنه ظن أنه إنما أخرج ولده من مصر ليتملك مصر إذا مات السلطان. وقيل إنه توقف عن الحضور وقصد اللحوق بمملوكه قراقوش المستولى على بعض بلاد إفريقية وبرقه من المغرب، وبلغ السلطان ذلك فساءه، وأرسل يستدعيه ويلاطفه فحضر إليه، ولما حضر إليه زاده على حماة منبج، ومعرة النعمان، وكفر طاب، وميافارقين، وجبل جور بجميع أعمالها. واستقر الملك العادل أبو بكر والملك العزيز عثمان بمصر. ولما أخذ السلطان حلب من أخيه العادل أقطعه عوضها حران والرها (٢).

وفي تاريخ بيبرس (٣): سير السلطان صلاح الدين إلى ابن أخيه تقي الدين عمر يستدعيه من مصر إلى الشام، والسبب في ذلك أن صلاح الدين لما استنابه بمصر ضم إليه ولده الأفضل وكان أكبر ولده، فخاف صلاح الدين في مرضه أن يتولى تقي الدين البلاد ويحبس ولده الأفضل. [٢٥] فأرسل في طلبه لهذا السبب، وأشار عليه بعض أمرائه أن يعزل العادل من حلب، فوقعت هذه الإشارة من نفسه موقعًا موافقًا لغرضه. فلما حضر أخوه العادل إليه أوصى صلاح الدين ولده الظاهر غازي أن يلتمس من عمه حلب ليهبها له، فسأله ذلك فأجابه عمه العادل لوقته، وكتب له بها فتسلمها واستقر بها وأولاده من بعده. وكان تقي الدين يومئذ بمصر، فبلغه أن صلاح الدين يريد عزله عنها، فأراد أن يهرب إلى الغرب فإن قراقوش فتح بالمغرب مدنًا كثيرة، فأشار عليه أمراء مصر أن لا يروح إلى الغرب، وأن يمضي إلى أخيه ويستعطفه، فتجهز وخرج من مصر. وسير صلاح الدين ولده العزيز صحبة عمه العادل إلى مصر، ورتب ولده الظاهر غازي بحلب عوضًا عن عمه العادل. ولما وصل تقي الدين إلى صلاح الدين أنعم عليه بميافارقين.

وفي النوادر السلطانية (٤): ولما تقرر الأمر المذكور بين هؤلاء الملوك قال العادل: اجتمعت بالملك العزيز والملك الظاهر وجلست بينهما وقلت للملك العزيز: أعلم


(١) بالبحث لم نجد هذا القول في نهاية الأرب.
(٢) انظر: الكامل، ج ١٠، ص ١٣٩ - ١٤٠؛ كما ورد هذا النص بتصرف في النوادر السلطانية، ص ٧٣ - ٧٤؛ زبدة الحلب، ج ٣، ص ٨٩؛ المختصر، ج ٣، ص ٧٠. وقد ورد بالتفصيل في الروضتين، ج ٢ ق ١، ص ٢٣٠.
(٣) انظر: الكامل، ج ١٠، ص ١٣٩؛ الروضتين، ج ٢ ق ١، ص ٢٢٨ - ص ٢٢٩.
(٤) انظر: النوادر، ص ٧٢ - ص ٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>