للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها أنه قوي أمر السلطان طغرل بن أرسلان شاه بن طغرل بك ابن السلطان محمد ابن السلطان ملكشاه ابن السلطان ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق، وكثر جمعهُ ومَلك كثيرًا من البلاد، وأرسل قزل أرسلان بن إلدِكز إلى الخليفة يستنجده ويخوفه من طغرل، ويبذل من نفسه الطاعة والتصرف على ما يختار الخليفة، وأرسل طغرل رسولًا إلى بغداد يقول: أريد أن يتقدم الديوان بعمارة دار السلطان لأسكنها إذا نزلت. فأكرم الإمام الناصر رسول قزل أرسلان، ووعده بالنجدة، ورَدّ رسول طغرل بغير جواب وأمر بنقض دار السلطنة، فهدمت إلى الأرض وعُفِيّ أثرها. وفي المرآة (١): وفيها أخرب الخليفة دار السلطنة ببغداد التي عمرّها الديالمة والسلجوقية، وإنما قصد قطع الأطماع عنها.

ومنها أنه وصل يعقوب بن يوسف صاحب الغرب إلى مدينة تونس في العسكر الذي انتخبه، فأرسل ستة آلاف فارس مع ابن أخيه (٢) إلى عليّ بن إسحق الملثم؛ ليقاتله، وكان بقَفصة، فساروا إليه فوافوه ومعهم الموحّدون وهو في جماعة من الترك، فلما التقوا انهزم الموحدون وقتل جماعة من مقدّميهم، فلما سمع يعقوب الخبر أقام بمدينة تونس إلى نصف رجب، ثم خرج فيمن معه من العساكر يطلب الملثم والأتراك، فوصل إليهم، فالتقوا بالقرب [من مدينة (٣)] قابس، فاقتتلوا [٥٠] فانهزم الملثم ومن معه، وأكثر الموحدون فيهم القتل حتى كادوا يفنونهم، فلم ينج منهم إلا القليل، فقصدوا البرّ. ورجع يعقوب من يومه إلى قابس ففتحها، وأخذ أهل قراقوش وأولاده وحملهم إلى مدينة مراكش، وتوجه إلى مدينة قفصة، فحصرها ثلاثة أشهر، وقطع أشجارها، وخرّب ما حولها، فسير إليه الترك الذين فيها يطلبون الأمان لأنفسهم ولأهل البلد، فأجابهم إلى ذلك وأخرجهم منها سالمين، وسيرهم إلى الثغور لما رأى من شجاعتهم (٤) ونكايتهم في العدو، وتسلم البلد وقتل من فيه من الملثمين، وهدم أسوارَه. وظهر ما أنذر به المهدي بن تومرت، فإنه قال: إنها تخرب أسوارُها، وتقطع أشجارها.


(١) ضمن السنتين الساقطتين من المتن.
(٢) ورد هذا النص بتصرف في الكامل، ج ١٠، ص ١٣٧، أحداث ٥٨١ هـ.
(٣) "بمدينة" كذا في الأصل. والمثبت من الكامل، ج ١٠، ص ١٣٧.
(٤) ورد هذا النص في الكامل ضمن أحداث سنة ٥٨١ هـ، ج ١٠، ص ١٣٦ - ص ١٣٨، كما ورد هذا النص بتصرف في نهاية الأرب، ج ٢٨، ص ٣٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>