للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمير (١) موسك بن جَكو والد الأمير عماد الدين داود بن موسك، ابن خال السلطان صلاح الدين، حفظ القرآن وسمع الحديث، وكان محسنًا إلى الناس يقضي حوائجهم ويتلطف بهم وكان ملازما للسلطان في غزواته لم يتخلف عنه في شيء منها وكان دينا صالحا جوادا مرض بمرج عكا مرضًا شديدا فأمره السلطان أن يمضي إلى دمشق يتطب فجاء إلى دمشق، فتوفي بها ودفن بقاسيون رحمه الله، وكانت وفاته في شعبان من هذه السنة.

الأمير (٢) حسام الدين طُمان صاحب الرقة [٧٩] النوري، كان شجاعا جوادا محسنا محبا للخير كثير الصدقات مائلا إلى العلماء والفقهاء، بني مدرسة بحلب لأصحاب أبي حنيفة رضي الله عنه. وكان السلطان صلاح الدين يحبه ويعتمد عليه، ولما احتضر والسلطان في مقابلة الإفرنج طلب حصانه وزرديته ليركب ويشهد من حرصه على الغزاة، فلم يقدر لضعفه، فجعل يبكي ويتأسف على موته على فراشه، وكان من شجعان المسلمين. توفي في ليلة النصف من شعبان، ودفن في تل العياضية وحزن السلطان والمسلمون عليه.

الأمير سنُقر الخلاطي، توفي ليلة الاثنين السابع والعشرين من رجب من هذه السنة، وذلك أيضًا حين كان السلطان على عكا رحمه الله.

أبو طالب (٣) محمود بن علي ابن أبي طالب بن عبد الله ابن أبي الرجا التميمي الأصبهاني، المعروف بالقاضي، صاحب الطريقة في الخلاف، وصنف فيه التعليقة التي شهدت بفضله وتبريزه على أكثر نظرائه، وجمع فيها بين الفقه والتحقيق، وكان عمدة المدرسين في إلقاء الدروس عليها، ومن لم يذكرها [فإنما] (٤) كان لقصور فهمه عن إدراك دقائقها، واشتغل عليه خلق كثير وانتفعوا به، وصاروا علماء ومشاهير. وكان له في الوعظ اليد الطولى، وكان متفننًا في العلوم، ودرس بأصبهان مدة، وتوفي في شوال من هذه السنة.


(١) الفتح القسى، ص ٣٥٥ - ص ٣٥٦؛ السلوك، جـ ١، ص ١٠٣ حاشية ٥.
ويذكر المقريزي أنه صاحب قنطرة الموسكي على الخليج الكبير بالقاهرة، انظر: الخطط، ج ٣، ص ٣٨، ط الساحل، لبنان؛ ابن تغري بردي، النجوم، جـ ٦، ص ١١٠.
(٢) وفيات الأعيان، ج ٧، ص ١٧٠ - ص ١٩٤؛ النجوم الزاهرة، ج ٦، ص ١٠٩.
(٣) وفيات الأعيان، جـ ٥، ص ١٧٤؛ شذرات الذهب، جـ ٥، ص ٢٨٤؛ طبقات الشافعية، جـ ٤، ص ٣٠٤.
(٤) "إنما": كذا في الأصل والمثبت من وفيات الأعيان، جـ ٥، ص ١٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>