للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها أنه وقع وباء عظيم في الجيشين، المسلمين والكافرين، وكان السلطان يقول في ذلك:

اقتلوني ومالكا … واقتلوا مالكا معي

ومنها أن في شهر ذي الحجة قدم القاضي الفاضل من الديار المصرية على السلطان، وكان قد طال شوق كل منهما إلى صاحبه، فأفضى كل واحد منهما إلى الآخر ما كان يُسره ويكتمه من الآراء التي فيها مصالح المسلمين. وقدم وزير الصدق على السلطان الموفق قدس الله روحهما.

ومنها أن في يوم الاثنين الثاني والعشرين من ذي الحجة عاد المستأمنون من الفرنج الذين أنهضهم السلطان في براكيس، ليغزوا في البحر ويكونوا أيضا جواسيس للمسلمين، فرجعوا وقد غنموا، وذكروا أنهم وقعوا بحراقة كبيرة ومعها براكيس وفيها تجار معهم أموال لا تحصى، فأسروا التجار وأخذوا الأموال وجذبوها إلى الساحل، فأنعم السلطان عليهم بهذه الأكساب، فلما رأوا ذلك من السلطان أسلم أكثرهم، وكانوا قد أحضروا برسم الهدية مائدة فضة عظيمة، وعليها مكية بقيمة غالية، ومعها طبق يماثلها في الوزن، وكل فضتها قاربت قنطارا، فقال السلطان: خذوها فأنتم بها أولى (١).

وقال صاحب النوادر: وكان قد استأمن من الفرنج خلق عظيم أخرجهم الجوع إلينا، وقالوا للسلطان: "نحن نخوض البحر في براكيس، ونكسب من العدو، فيكون المكسب بيننا وبين المسلمين" فأذن لهم في ذلك، وأعطاهم برا كيس، فساروا، ثم ذكر البقية مثل ما ذكرنا. قلت: البراكيس جمع بركُوس، وهو المركب الصغير (٢).

ومنها أن في الرابع والعشرين من ذي الحجة أخذ من الفرنج بَركُوسان فيهما نيف وخمسون نفرا. وفي الخامس والعشرين منه أخذ أيضا بركوس، وأخذ فيها من الفرنج مقدمون ورؤوس وهم نيف وعشرون، منهم أربعة خيالة، ومعهم ملوطة مكللة باللؤلؤ بأزرار من الجواهر قيل أنها من ثياب ملك الألمان، وأسر فيها رجل كبير قيل أنه [ابن اخته] (٣) وهو كبير الشأن.


(١) ورد هذا النص بتصرف في الفتح القسى، ص ٤٦٠ - ص ٤٦١.
(٢) ورد هذا النص بتعرف في النوادر السلطانية، ص ١٥٤.
(٣) "اخيه" كذا في الأصل والتصحيح من الفتح القسى، ص ٤٦١؛ النوادر السلطانية، ص ١٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>