للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان الملك المظفر شجاعًا شديد البأس، ركنًا عظيمًا من أركان البيت الأيوبي، وكان عنده فضل وأدب، وله شعر حسن. ثم أرسل الملك المنصور إلى السلطان صلاح الدين واشترط عليه شروطًا نسبهُ السلطانُ فيها إلى العصيان، وكان أمره مضطربًا (١) بالكلية، فراسل الملك المنصور عمّه الملك العادل في استعطاف خاطر السلطان، فما برح العادل بأخيه السلطان يراجعه ويشفع في الملك المنصور حتى أجابه السلطان، وقرر للملك المنصور حماة وسلميّة والمعرة ومنبج وقلعة نجم. وارتجع السلطان البلاد الشرقية وما معها وأقطعها أخاه الملك العادل، بعد أن شرط السلطان أن الملك العادل ينزل عما الله من الإقطاع بالشام، خلا الكرك والشوبك والصلت والبلقاء إلى القدس، شرفه الله.

ولما استقر ذلك سار الملك العادل إلى البلاد الشرقية لتقرير أمورها فقررها، وعاد إلى خدمة السلطان في آخر جمادى الآخرة من السنة القابلة. ولما قدم العادل على السلطان صلاح الدين كان الملك المنصور صاحب حماة صحبته، فلما رأى السلطان الملك المنصور بن تقي الدين عمر نهض واعتنقه وبكي، وأكرمه وأنزله في مقدمة. عسكره. وقال بيبرس في تاريخه: توفى الملك المظفر تقي الدين المذكور بأرض أخلاط في حصار ملازكرد، ودفن بميافارقين ثم نقل إلى حماة، رحمه الله.


(١) في الأصل "مضطرب". والصحيح لغويًا ما أثبتناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>