للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وتفقه على مذهب أحمد، وقرأ اللغة على [١٥٩] ابن الجواليقى. وكان طاهر اللسان نزهًا عفيفا دينا، وكان من أعيان شعراء الوزير يحيى بن هبيرة، وله فيه المدائح الكثيرة. وفى المقتفى، وصلاح الدين وغيرهما. سمع قاضى المارستان، وابن الحصين وغيرهما (١).

ابن الفراش، القاضى شمس الدين محمد بن محمد بن موسى، المعروف بابن الفراش (٢). كان قاضى العساكر بدمشق، ويرسله السلطان في الرسالات إلى ملوك الآفاق، وتوفى بملطية عائدا من عند بنى قليج أرسلان. وقال العماد الكاتب: أرسله السلطان إلى قليج أرسلان وأولاده ليصلح بينهم، فتردد بينهم سنةً وعاد، ووصل إلى ملطية وتوفى بها في شهر ربيع الآخر من هذه السنة.

الأمير سيف الدين على بن أحمد المشطوب، كان من أصحاب أسد الدين شيركوه، حضر معه في الوقعات الثلاث بديار مصر، ثم صار من أكابر أمراء السلطان صلاح الدين، وهو الذى كان على نيابة عكا حين أخذها الإفرنج، فافتدى منهم بخمسين ألف دينار وتخلّص، إلى أن خلص إلى السلطان وهو بالقدس الشريف، كما ذكرناه، فولاه نيابة نابلس. وكانت وفاته يوم الأحد (٣) الثالث والعشرين من شوال بالقدس الشريف، ودفن في داره. وقال العماد: وكانت وفاته يوم الخميس السادس والعشرين من شوال (٤). قال المؤيد (٥): وكانت نابلس إقطاعه، وتوفى فيها، فوقف السلطان ثلث نابلس على مصالح القدس، وأقطع الباقى للأمير عماد الدين أحمد بن سيف الدين على وأميرين معه.

وفى المرآة (٦): سيف الدين المشطوب ملك الهكاريّة، واسمه على بن أحمد الهكارى، كان شجاعا صابرًا في الحرب، مطاعا في قبيلته، دخل مع أسد الدين شيركوه إلى مصر في المرات الثلاث، وشهد فتح مصر، ولزم خدمة السلطان. واتفق أن السلطان


(١) نقل العينى هذا النص بتصرف من مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٧٠.
(٢) انظر ترجمته في الفتح القسى، ص ٦٢٥؛ مفرج الكروب، جـ ٢، ص ٤١٣، الروضتين، جـ ١، ص ٢٧٢، جـ ٢، ص ٢٤٢ - ٢٤١؛ الأعلام، جـ ٧، ص ٢٦.
(٣) النوادر السلطانية، ص ٢٤٠؛ البداية والنهاية، جـ ١٢، ص ٣٥٢.
(٤) انظر: الفتح القسى، ص ٦١٣.
(٥) انظر: المختصر في أخبار البشر، جـ ٣، ص ٨٣.
(٦) انظر: مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>