للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للسلطان مدة حياته، ثم للأفضل بعد وفاته، فأول من استحضر للحلف سعد الدين مسعود الشحنة أخو بدر الدين مودود، ثم ناصر الدين صاحب صهيون، فحلف وزاد أن الحصن الذي في يده له، ثم سابق الدين [١٧١] [عثمان بن الداية] (١) صاحب شيزر فحلف ولم يذكر الطلاق واعتذر بأنه قط ما حلف به، ثم خُشْتَرِين الهكاري (٢)، ثم نوشروان الزرزاري، واشترط أن يكون له خبز يُرضيه، ثم حلف علكان ومنكلان، ثم مد الخوان فأكلوا. ولما كان العصر أعيد مجلس التحليف، فأُحضر ميمون القصري وشمس الدين سنقر الكبير، وقالا: نحن نحلف بشرط أن لا نسل سيفاً في وجه أحد من أخوتك، وحضر سامة وقال: ليس لي خبز فعلى أي شيء أحلف؟! فروجع فحلف بشرط أن يُعطى خبزاً يُرضيه، وحضر سنقر المشطوب، والبكي الفارس، وأيبك الأفطس ولم يحلف بالطلاق، وحضر أخو [الأميرً] (٣) سياروخ وحلف واشترط رضاه، وحضر حسام الدين بشارة وحلف وكان مقدماً على هؤلاء، ولم يحضر أحد من الأمراء المصريين (٤).

ونسخة اليمين: "إنني من وقتي هذا قد أصفيت نيتي وأخلصت طويتي للملك الناصر مدة حياته، وإني لا أزال بازلاً جهدي في الذب عن دولته بنفسي ومالي وسيفي ورجالي، ممتثلاً أمره وأقف عند مراضيه، ثم من بعده لولده الملك الأفضل على، ووالله إنني في طاعته، وأذب عن دولته وبلاده بنفسي ومالي وسيفى ورجالى، وأمتثل أمره ونهيه وباطني وظاهري في ذلك سواء، والله على ما أقول وكيل".

ثم لما كانت ليلة الأربعاء السابع والعشرين من صفر وهي ليلة الثاني عشر من مرضه اشتد مرضه وحال بيننا وبينه النساء، واستحضرت أنا والقاضي الفاضل وابن الزكي في تلك الليلة، وعرض علينا الملك الأفضل أن نبيت عنده، فلم ير الفاضل ذلك وقال: المصلحة نزولنا واستحضار الشيخ أبي جعفر إمام الكلاسة، فإنه رجل صالح يبيت بالقلعة حتى إذا استحضر السلطان بالليل يحضر عنده، ونحول بينه وبين النساء ويذكره بالشهادة، ففعلوا ذلك، وكان ذهن السلطان غائباً من ليلة التاسع لا يكاد يفيق إلا في


(١) ما بين حاصرتين إضافة من سبط ابن الجوزي لتوضيح النص، انظر: مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٧٦؛ مفرج الكروب، جـ ٢، ص ٤١٩.
(٢) خشترين الهكاري هو: جمال الدين خُشترين الهكاري، وفيات الأعيان، جـ ٣، ص ٢٤٢.
(٣) ما بين حاصرتين إضافة من أبي شامة لتوضيح النص، انظر: الروضتين، جـ ٢، ص ٢١٣؛ مفرج الكروب، جـ ٢ ص ٤١٩.
(٤) ينقل العينى هذا الحدث بتصرف من النوادر، ص ٣٤٤ - ص ٣٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>