للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع أخيه الأفضل ومعاضدًا له، فأخذت منه بصري ولحق هو بأخيه الظاهر صاحب حلب، فأقام عنده، وأعطى الأفضل صرخد فسار إليها بأهله واستوطنها، ودخل العزيز إلى دمشق يوم الأربعاء رابع شعبان منها، ثم سلم دمشق إلى عمه العادل، ثم رحل العزيز من دمشق عشية يوم الاثنين التاسع من شعبان، فكانت مدة الأفضل في دمشق ثلاث سنين وشهرًا، وأبقى العادل السكة والخطبة بدمشق للعزيز (١). وقال ابن كثير في تاريخه: وفي رجب من هذه السنة أقبل العزيز من مصر صحبة عمه العادل في العساكر، فدخلا دمشق قهرًا وأخرجا منها الأفضل ووزيره الذي أسماء تدبيره، وصلى العزيز الجمعة عند تربة والده صلاح الدين وخطب له بدمشق، ودخل في هذا اليوم القلعة وجلس في دار العدل للحكم والفصل، كل هذا وأخوه الأفضل حاضر عنده في الخدمة، وأمر القاضي محيي الدين بن الزكي بتأسيس المدرسة العزيزية إلى جانب تربة أبيه، وكان دارًا للأمير عز الدين أسامة ثم استناب على دمشق عمه العادل وانشمر إلى الديار المصرية يوم الاثنين تاسع شعبان (٢)، والسكة والخطبة له، وصولح الأفضل عن دمشق على مدينة صرخد، وهرب وزيره الجزري إلى جزيرته وأتلف ملكهـ ونفسه بجزيرته، وانتقل الأفضل إلى صرخد بأهله وأولاده وأخيه قطب الدين. (٣)

وقال صاحب المرآة: لما ازداد من ابن الأثير الجزري وزير الأفضل الأفعال القبيحة وأذاه لأكابر الدولة من أهل الشام والأفضل يسمع منه ولا يخالفه، كتب قيماز النجمي وأعيان الدولة إلى العادل في مصر يشكونه، فأرسل العادل إلى الأفضل يقول: ارفع يد هذا الأحمق السيء التدبير القليل التوفيق فلم يلتفت إليه، فاتفق العادل مع العزيز على النزول إلى الشام، فسار إلى الشام فاستشار الأفضل أصحابه وكل أشار عليه أن يلتقى عمه وأخاه ولا يخالفهما إلا الجزري فإنه أشار عليه بالعصيان، فاستعد للحصار، وحلّف الأمراء والمقدمين وفرقهم في الأبراج وعلى الأسوار فراسلوا العزيز والعادل وأصلحوا أمرهم في الباطن، واتفق العادل مع عز الدين بن الحمص على فتح الباب الشرقي -وكان


(١) نقل العينى هذا الحدث من المختصر، جـ ٣، ص ٩٢.
(٢) اتفق العيني مع أبي شامة وابن واصل في هذا التاريخ، انظر الروضتين، جـ ٢، ص ٢٣١؛ مفرج الكروب، جـ ٣، ص ٦٨؛ وقد اختلف معهم ابن كثير الذي ينقل عنه العيني حيث ذكر أنه "يوم الاثنين تاسع شوال" انظر البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ١٢.
(٣) نقل العينى هذا النص من ابن كثير بتصرف، البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>