للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قاضي المارستان، وأبا العز بن كادش، وابن الطيوري، وأبا طالب بن يوسف وهو آخر من روي عن أبي طالب، وكان ثقة.

الوزير أبو المظفر عبيد الله بن يونس بن أحمد الحنبلي: ولقبه جلال الدين (١)، كان في بدء أمره أحد العدول ببغداد، ثم خدم في ديوان الأبنية، ولما مات أبوه يونس توكل لأم الخليفة، ثم ولي صاحب ديوان، ثم استوزره الخليفة وبعثه إلى طغريل فكسر وعاد إلى بغداد، فولاه الخليفة الديوان والمخزن، ثم ولاه أستاذ الدار، ثم عزله، وكان قد قرأ القرآن على صدقة بن الحداد وغيره، وتفقه على ابن حكيم النهرواني، وسمع أبا الوقت وغيره، ولما سافر إلى همذان سمع من أبي العلاء الحافظ الهمذاني، وكان فاضلًا في الأصولين والحساب والهندسة، وله تصنيف في الأصول غير أنه شان فضله بمقاصده السيئة ورأيه الفاسد وحقده وحسده ولجاجته، وكسر عسكر الخليفة بمخالفته للأمراء ولجاجته وكونه استعجل على لقاء طغريل، وأخرب بيت الشيخ عبد القادر وشتت أولاده، ويقال: إنه بعث في الليل من نبش الشيخ عبد القادر ورمي عظامه في اللجة، وقال: هذا وقف ما يحل أن يدفن فيه أحد، ولما اعتقله الخليفة كُتِبَتْ فتوى بأنه كان سبب هزيمة عسكر الخليفة وذكروا أشياء أخر، فأفتوا بإباحة دمه، فسلم إلى أحمد بن الوزير بن القصاب، فبقي في داره، فلما مات ابن القصاب اعتقل في التاج وأخرج في سابع عشر صفر ميتًا ودفن بالسرداب.

وأما صدقه بن الحداد الذي قرأ عليه ابن يونس القرآن فهو صدقة بن الحسين بن الحسن أبو الفتح الناسخ الحنبلي يعرف بابن الحداد، حفظ القرآن وتفقه وأفتي وناظر لكنه قرأ الشفاء لابن سينا، وكتب الفلاسفة فتغير اعتقاده، وكان يبدر من فلتات لسانه ما يدل على سوء عقيدته، وتارة يسقف (٢) من جنس ابن الراوندي، وتارة يشير إلى عدم بعث الأجساد، وتارة يعترض على القضاء والقدر، وله أشعار تتضمن شيئًا من ذلك، فمات في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.


(١) شذرات الذهب، جـ ٥، ص ٣١٣ - ص ٣١٤.
(٢) يسقف: سقف البناء أو البيت: طول في أنحاء والمقصود أنه جعل ابن الراوندي سقفًا له أي تبعه. لسان العرب، جـ ٣، مادة "سقف".

<<  <  ج: ص:  >  >>