للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صَنْدَل بن عبد الله الخادم (١) المقتفوي، ويلقب عماد الدين، كان أكبر الخدم وأعقلهم، أرسله الخليفة الناصر إلى السلطان صلاح الدين مرارًا، وكان كثير الصدقات والخير، ولي ناظرًا بواسط، ومدحه ابن المعلم الشاعر بقصائد. مات في هذه السنة، ودفن بالتربة التي أنشأها عند الجامع غربي بغداد.

ابن الغريق الشاعر: هو أحمد بن عيسى الهاشمي من ولد الواثق بالله ويعرف بابن الغريق من أهل الحريم الظاهري، وكان شاعرًا ناظمًا من شعره ما اعتذر به عن الاكتحال يوم عاشوراء:

لم أكتحل في صباح يوم أريق فيه دم الحسين

إلا لحزني وذاك أني سودت حتي بياض عيني

وكانت وفاته في ذي القعدة عن ثمانين سنة، ودفن بباب حرب.

سيف (٢) الإسلام طغتكين بن نجم الدين أيوب: أخو السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، ويلقب بظهير الدين، ملك، اليمن، توفي في شوال من هذه السنة بمدينة زبيد. وكان قد جمع أموالًا جزيلة جدًا، وكان يسبك الذهب مثل الطواحين.

ويدخره كذلك. فقام في الملك بعده ولده إسماعيل، ويلقب بالملك المعز، وكان إذ ذاك بالسيرين (٣) فبعث إليه جمال الدولة كافور جماعة من الجند فعرفوه بوفاة أبيه، ومضوا به إلى ممالك أبيه، فسلموها إليه.

وفي تاريخ بيبرس: وفي (٤) سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة توفى الملك العزيز سيف الإسلام طغتكين باليمن بالمنصورة التي أنشأها وكان قد طرد ولده المعز شمس الملوك إسماعيل إلى الحجاز لأمر نقمه عليه، فلما سمع بوفاة والده عاد إلى اليمن وملك بعده. (٥)


(١) انظر ترجمته في الذيل على الروضتين، ص ١١.
(٢) انظر: مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٩١؛ الكامل، جـ ١٢، ص ٥٤؛ شذرات الذهب، جـ ٤، ص ٣١٢؛ المختصر، جـ ٣، ص ٩٣.
(٣) في أبي الفداء "السمرين" المختصر، جـ ٣، ص ٩٣؛ وفي ابن واصل "السرين" مفرج الكروب، جـ ٣، ص ٧٣. وسرين: بلدتان، إحداهما بليد قريب من مكة على ساحل البحر بينها وبين مكة أربعة أيام أو خمسة قرب جدة، والثانية في أعمال صنعاء قوية. معجم البلدان، جـ ٣، ص ٨٩.
(٤) نقل العينى هذا الحدث بتصرف عن مفرج الكروب، جـ ٣، ص ٧٣.
(٥) ورد هذا الخبر بتصرف في نهاية الأرب، جـ ٢٨، ص ٤٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>